كتب عوني الكعكي:
كي تعرف ماذا يحدث في سوريا… لا بدّ من العودة الى الماضي… أي الى التاريخ القديم. وهنا لا بدّ من أن نعود الى عام 2004 أي بعد 4 سنوات من تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم في الجمهورية العربية السورية.
في صيف 2004، وعند انتهاء ولاية الرئيس الفاشل إميل لحود، جاء الى سوريا الأميركي روبرت ماكفرلين كي يتفاهم مع الرئيس بشار على اسم رئيس الجمهورية المقبل. وكان الاقتراح يقضي بأن يقدّم الرئيس الأسد 3 أسماء ليختار واحداً منهم… أعجبت الفكرة الرئيس بشار وقال لماكفرلين إنه سيدرس الموضوع.
وبالفعل، استدعى الرئيس بشار المغفور له نائب الرئيس عبد الحليم خدام، ومعه وزير خارجية سوريا المرحوم فاروق الشرع وعرض عليهم الاقتراح.
كان ردّ خدام أن يُلبّي الطلب فوراً، وتلبية الاقتراح الأميركي. وذكّر بشار أن والده أرسل الجيش العربي السوري عام 1990، يوم احتلال الرئيس صدام حسين لدولة الكويت… وطبعاً كافأ الاميركيون الرئيس الأسد بتفويض جديد لحكم لبنان.. وبالمناسبة، فإنّ كل ضابط سوري ذهب للقتال في المملكة العربية السعودية قدّمت له المملكة ثمن منزل وسيارة مكافأة.
أما وزير الخارجية فاروق الشرع فرفض الفكرة وقال: «إنّ سوريا يجب أن تتمسّك بعلاقتها بإيران ومع حزب الله، لذلك يجب التمسّك بالتمديد لإميل لحود». وهذه كانت الغلطة الثانية بعد اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري.
حاول نائب الرئيس السوري خدام أن ينصح الرئيس بشار، ولكن عبثاً [دقّ المي وهي ميّ].
في اليوم الثاني، أبلغ الرئيس بشار المندوب الأميركي بأنه متمسّك بالتمديد لإميل لحود، فقال له ماكفرلين: «سيدي الرئيس قرارك خاطئ وسوف تدفع الثمن غالياً».
في اليوم الثاني، أرسل الرئيس بشار وزير الخارجية فاروق الشرع ليبلغ الرئيس لحود بقرار الأسد بالتمديد له…
بينما كُلّف العميد رستم غزالة تبليغ الزعماء اللبنانيين بقرار الرئيس الأسد بشأن التمديد للرئيس لحود، وكانت الزيارة الأولى للزعيم وليد جنبلاط، وقد أبلغ العميد رستم جنبلاط بالتمديد وأنّ التمديد قرار اتخذه الرئيس بشار الأسد. لكنّ الزعيم وليد جنبلاط أبلغ العميد رستم انه سيترك الخيار بين التمديد وعدمه لجماعته، أما هو فلن يوافق على التمديد انسجاماً مع مواقفه.
هنا وبعد هذا اللقاء العاصف غضب العميد رستم وراح يهدّد ويتوعّد.
اتصل رستم بإميل لحود طالباً منه إلغاء مأدبة عشاء كانت ستقام للزعيم جنبلاط وعقيلته ووالدته. وهذا ما حصل بالفعل. كما شكا العميد رستم لقيادته، بأنّ الزعيم جنبلاط استقبله في «كاراج» السيارة. وكان أحد الزوّار وهو من القيادات السورية الرفيعة شرح للعميد رستم أن جنبلاط يستقبل زواره في هذا المكان.
هنا ثارت ثائرة المسؤول السوري الكبير متصلاً بالعميد رستم مع «زفّة كبيرة»… أتبعها بإرسال مسؤول كبير لمصالحة الزعيم وليد جنبلاط.
وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة غداً.