كتب عوني الكعكي:
قبل أن نسأل: ماذا يجري في سوريا؟ علينا أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة… ونبدأ بالسؤال:
أولاً: كيف يمكن لنظام يقتل مليوناً وخمسماية ألف مواطن، بظروف إجرامية، ويهجّر نصف الشعب السوري، أي 12 مليون مواطن سوري هربوا من بطش النظام نتيجة الإجرام الذي تعرّضوا له؟.. كيف يمكن لنظام كهذا أن يستمر؟
ثانياً: تسلم الرئيس بشار عام 2000، بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد، وكان السوريون يعيشون في بحبوحة. وكما قال لي صديق من سوريا: تصوّر يا أستاذ أن المواطن الفقير في سوريا عنده منزل يملكه، وعنده سيارة، والراتب القليل الذي يتقاضاه يعيش به في بحبوحة.
أما اليوم، فالفقر يعمّ البلاد.. وهناك قصة ثانية يجب أن يعرفها الناس هي أن الفقراء الذين أصبحوا فقراء بسبب النظام القمعي والفاشل يقفون في محل بيع للشاورما يلتقطون فضلات ما يقع من ساندويشات الشاورما أكثر من عدد الذين يشترون.
ثالثاً: الملك عبدالله رحمه الله.. أرسل الأمير بندر بن سلطان الى سوريا، وأرسل معه 2 مليار دولار كوديعة لدعم البنك المركزي السوري خوفاً من حصول أزمة مالية.
رابعاً: لم يكتفِ الملك عبدالله بإرسال الوديعة بل كلّف الأمير بندر بالسفر الى أميركا بعد أن بحث مع الرئيس بشار ما يجب عمله، وبعد أن زار أميركا وأجرى المباحثات اللازمة، عاد الى سوريا وجلس مع بشار الأسد ساعتين اتفق معه على برنامج عمل كامل متكامل.
خامساً: أذكّر هنا بعملية اغتيال شهيد لبنان الكبير، الرئيس رفيق الحريري، الذي اغتيل في بيروت، في «عزّ» قوة الوجود السوري في لبنان، وحاول الرئيس بشار زيارة المملكة.. ولكن الملك عبدالله رفض، لأنه كان يقول: إنّ الأسد لا يمكن أن يثق به.. وبعد عدة محاولات استقبله في المطار… وقال له أمام مجموعة من كبار رجالات السعودية: يا بشار «ووضع أصبعه متوجهاً إليه» هل قتلت رفيق الحريري؟ فأجاب الأسد إنه لا يعلم شيئاً. واحتج بأنّ الأمن في لبنان «فلتان». طبعاً لم يصدقه الملك…
سادساً: عند قيام الثورة السورية، وبعد مرور خمسة أو ستة أشهر، أرسل الملك عبدالله 500 مليون دولار الى بشار مع ابنه الأمير عبد العزيز بن عبدالله كمساعدة.. فوجئ الملك عبدالله، عندما شاهد على «تلفزيون العربية» أن جيش الأسد يقصف مسجداً في حمص. فاتصل بابنه الأمير عبد العزير، وقال له: اتصل ببشار واسأله: كيف يمكن أن يقول لنا إنّ الأمور جيدة، وعلينا أن نصدّق ما يُقال في الإعلام. هنا عرف الملك عبدالله ان الرئيس بشار يكذب عليه… فقطع علاقته بسوريا.
نقول هذا الكلام لنتوصّل الى أن الرئيس بشار ترك أهله العرب وجنح نحو الفرس.. فماذا كانت النتيجة؟..
بكل بساطة… الرئيس بشار الأسد لم يتعلم من والده، كيف يجب أن يحكم سوريا… وبدل أن يحافظ على علاقاته مع أهله ومحيطه العربي، التحق بمشروع ولاية الفقيه. وغداً الحلقة الثانية.