ماذا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنتنياهو؟!!

كتب عوني الكعكي:

اللقاء الذي جرى في البيت الأبيض في واشنطن، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبين بنيامين نتنياهو، يشبه الى حدٍ كبير الاجتماع الذي حصل بين الرئيس ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي قبل مدّة.

ذلك الاجتماع، كما تردد في جميع وسائل الإعلام والتلفزيونات، كان لافتاً. إذ إن الرئيس الأميركي ترامب توجّه الى زيلينسكي بانتقادات مؤلمة وصارمة، لكنها محقّة، عبّر فيها عن رأيه الخاص بالنسبة لتلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي كلّفت المليارات واستنزفت أموالاً طائلة من أميركا وأوروبا، وهذا كله من دون أي فائدة.

وكما قال الرئيس دونالد ترامب: لا يبدو في الأفق أنّ هناك حلاً، لذلك يجب أن تتوقف تلك الحرب،وكفى هدر المليارات من دون فائدة…

كذلك، وإلى حد بعيد، ركز الرئيس ترامب في حديثه مع نتنياهو على عدّة أمور أهمها:

أولاً: العلاقات بين أميركا وإيران.

ثانياً: موضوع إلغاء الرسوم الجمركية وضرورة أن تدفع إسرائيل المفروض عليها، وهو لا يشكل شيئاً مقارنة مع الـ4 مليارات دولار التي تدعم بها أميركا إسرائيل غير تقديم السلاح والدعم العسكري غير المحدود.

ثالثاً: الحرب على غزة، أمهله شهرين لإنهائها.

وفي متابعة لمجريات لقاء دونالد ترامب برئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، أذكّر بما قاله الرئيس الأميركي حرفياً، مخاطباً رئيس الدولة العبرية:

«يا بيبي… إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا… فأنا أعتقد ان الأتراك قادرون على حلّها.. لذا فأنا لا أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة»…

أضاف ترامب موجهاً كلامه لنتنياهو: «لقد قمت بدورك كاملاً منذ العام 2000 في سوريا وغيرها.. لقد سيطرت على سوريا من خلال وكلائك والأسلحة التي زوّدناك بها.. أما مشكلتك مع تركيا فهي محلولة إذا تصرفت بعقلانية… وهذا ما يجب أن تفعله».

المتتبع لمجريات اللقاء أيضاً، يكتشف بما لا يدع مجالاً للشك أن ما جرى في أروقة البيت الأبيض، تحوّل من مجاملات بروتوكولية الى عملية إذلال ديبلوماسي.

لقد خرج نتنياهو خالي الوفاض، متجهّماً من البيت الأبيض… ويكفي أنّ ترامب أخبره أن الرسوم التي زيدت على «إسرائيل» بقيمة 17% ستظل على حالها… وهذا عكس ما كان نتنياهو يتوقعه.

أضاف ترامب: «نحن ندفع لإسرائيل دعماً مادياً بقيمة أربع مليارات دولار سنوياً… وهذا مبلغ كبير يُضاف الى الهبات والمساعدات الأخرى.. فلماذا لا تبقى الزيادة على الرسوم التجارية المفروضة على الدولة العبرية موجودة».

ومما زاد الطين بلّة، أن المفاوضات مع إيران أُعلنت من البيت الأبيض من دون استشارة نتنياهو، الذي كان يتمنى أن يُعطى إذناً بضرب إيران بمساعدة أميركية ومنعها من تحقيق حلمها النووي.

هذه المفاجأة صدمت نتنياهو بالفعل، وجعلته يضرب أخماساً بأسداس من موقف دونالد ترامب، وهو الذي كان يرجو أن يجد عنده الملاذ الآمن.

كل هذا غيض من فيض. وتأتي الطامّة الكبرى، عندما وبّخ ترامب نتنياهو… حين أعلن أمامه أنّ حرب غزّة يجب أن تتوقف… فقد طفح الكيل، وباتت الولايات المتحدة محرجة أمام ما يحدث من حرب إبادة ومجازر في غزة… باتت أميركا محرجة أمام الرأي العام العالمي والضغط الداخلي.

لقد جاء نتنياهو ليتكئ على كتف ترامب في سوريا، كما كان يعتقد، إلاّ أنه فوجئ بأن صداقة ترامب لأردوغان هي في المقام الأول.

إنّ ترامب أذلّ نتنياهو الذي وافق على كل شيء على مضض.

وأكثر المواقف إذلالاً لنتنياهو قول ترامب: «في أسوأ لقاء جمع بين الرجلين:

الحرب في غزة يجب أن تتوقف، إذ لم تَعُد مقبولة، فأميركا تحملت كلفة باهظة، وهي ليست على استعداد لمتابعة هذا الدعم».

والأنكى من ذلك، ان اللقاء بينهما لم يستغرق ما كان متوقعاً من الوقت.

وكم كانت صدمة نتنياهو شديدة حين سمع ترامب يقول له:

«أوقف الحرب، ثم اذهب الى المحكمة… فإذا كنت بريئاً كما تدّعي، فلتثبت براءتك هناك، وإلاّ فلتنل جزاءك».

كلمات واضحة وصريحة تدلّ على تغيير واضح وصريح في موقف دونالد ترامب من بنيامين نتنياهو…

فهل تظهر نتائج هذا التغيّر قريباً؟!! ربما… ولننتظرْ..

aounikaaki@elshark.com