أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس باقتحام 774 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك الثلاثاء، تزامنا مع سادس أيام ما يسمى “عيد العُرش”، وسط حماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 28 فلسطينيا خلال اقتحامها مناطق متفرقة من الضفة الغربية ، بينهم طفل وأسرى سابقون وفق بيانات فلسطينية رسمية.
وقالت مصادر فلسطينية إن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت الأقصى بأعداد كبيرة، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، كما أدى مئات المستوطنين صلوات تلمودية أمام باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، حاملين ما تسمى القرابين النباتية.
وعززت قوات الاحتلال من وجودها في البلدة القديمة، والمسجد الأقصى ومحيطه، لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وقد نشر الاحتلال عشرات من عناصر شرطته على أبواب الأقصى، وطرقاته، وعلى أبواب البلدة القديمة، وعرقل وصول المصلين. كذلك أغلق الطرقات في منطقة باب الأسباط، وسمح للمركبات والحافلات التي تقلّ المستوطنين بالمرور باتجاه باب المغاربة وصولا إلى ساحة البراق.
وفي السياق، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية تعمّد الحكومة الإسرائيلية تغيير الواقع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى جزءا من تهويد القدس ضمن حرب إبادة وتهجير للفلسطينيين.
وأوضحت الوزارة -في بيان- أنها تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد اليومي الحادث في اقتحامات غلاة المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى وتصعيد قيامهم بأداء مزيد من الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته.
وقالت إن ذلك يعدّ محاولة لتحويل هذا المشهد إلى واقع ملموس ومألوف بسبب تكراره كل يوم، بهدف التسريع في حلقات تقسيمه المكاني ريثما يتم هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
ولفتت الخارجية الفلسطينية إلى أنها تواصل بالشراكة مع الأشقاء في الأردن حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لفضح انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لحماية القدس ومقدساتها.
وفي إطار اقتحامات قوات الاحتلال اليومية لمدن الضفة الغربية وبلداتها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، اعتقال قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر امس 28 فلسطينيا، بينهم طفل وأسرى سابقون، ليتجاوز بذلك إجمالي عدد المعتقلين في الضفة 11 ألفا و400 معتقل منذ 7 تشرين الأول 2023.
وأوضح البيان المشترك أن من بين المعتقلين 15 فلسطينيا من مخيم العروب للاجئين بشمال الخليل جنوبي الضفة، بينما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله، وسلفيت، وبيت لحم، ونابلس، وقلقيلية.
وبحسب البيان، فقد رافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب “عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين”.