الشرق – عقد «التجدد للوطن» مؤتمره الثاني بعنوان «من لبنان الساحة…الى لبنان الوطن»، بدعوة من رئيسه شارل عربيد في واجهة بيروت البحرية Seaside Pavillon، بحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال علي حميه، جوني القرم وهنري خوري، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، النواب: تيمور جنبلاط، علي فياض، الان عون، الياس حنكش، نعمة افرام، مروان حمادة، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، بلال عبد الله، ميشال موسى، راجي السعد، نديم الجميل، اشرف بيضون، أكرم شهيب، الوزير السابق غازي العريضي ممثلا النائب والوزير السابق وليد جنبلاط، محافظ بيروت مروان عبود وعدد من الوزارء والنواب السابقين والسفراء والشخصيات الدينية والأمنية والقضائية.
وألقى عربيد كلمة قال فيها: «في الزمان، نلتقي في لحظةٍ جديدة، لا تشير إليها الساعات والتقويمات، بل الأحداث والاستحقاقات والتحولات، وما تمليه من ضرورات وواجبات. وفي المكان، نلتقي في ساحة الوطن، لا في مكان جغرافي، بل في مساحة الانتماء للبنان. نسميها ساحة الوطن، التي تجمعنا حول رفض الوطن الساحة. وعلى تقاطع هذين البعدين، يأتي هذا اللقاء الجامع، الذي ندرك معه أن لبنان لا تنقصه اللقاءات والاجتماعات وصنوف عروض الكلام وحسن البيان والتعبير. بل تنقصه الأفعال المبنية على إرادات واعية وصافية وعارفة بمكامن الأمراض وعلاجاتها، وبمواضع الثغرات وإجاباتها. لذلك، نحدد أولاً طبيعة المناسبة، بأنها وطنية جامعة تتجاوز الصفة المذهبية للتجدد للوطن المنطلِق من مكون لبناني تاريخي، وخارج الاصطفافات التقليدية للطوائف والأحزاب، إلى أفق تتحول فيه المكونات إلى معززات للوحدة، لا بواعث قسمة. وهذا ما كان العنوان الأساسي للمؤتمر الأول للتجدد للوطن، حيث استعرضنا إسهام الروم الكاثوليك في إرساء المساحة الوطنية اللبنانية. ثم نحدد طبيعة اللحظة واستحقاقاتها، بأنها لحظة أزمات متنوعة ومتراكمة، في سياق تحولات عالمية وإقليمية شديدة الخطورة، تضع لبنان أمام خطرٍ وجودي كبير، أو أمام فرص كبيرة».
العبسي
وألقى العبسي كلمة مما قال فيها: «نحن الرومَ الملكيّين الكاثوليك، انطلاقًا من تاريخنا الوطنيّ والكنسيّ والاجتماعيّ، ومن كوننا أصلًا من أصول لبنان، نتكلّم ونعمل من خلال النظام الطائفيّ ما دام قائمًا إنّما بفكر غير طائفيّ، لأنّنا نؤمن بالوطن رسالة، رسالة للشرق والغرب كما وصفه البابا القدّيسُ يوحنّا بولس الثاني، ونموذجًا يُحتذى به. كنيستنا كنيسة اللقاء، ننتمي إليها ولا نتعصّب لها، طائفيّتها أن تغتني الطوائف بعضها ببعض لا أن تستغني بعضها عن بعض، أن تتقابس وتستنير بعضُها من بعض، أن تفرح وتفتخر بعضها ببعض، لا أن تكون الطوائف حواجز وجدرانًا ومباعث ريبة وخوف وحذر وانزلاق إلى الاستقلال الفرديّ إن لم يكن إلى التخلّي بعضُنا عن بعض».
وختم: «هل من الضروريّ القول في الختام إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضُنا ببعض وبلبنان؟ إنّه الخطوة على طريق العودة الى حضن الوطن. أيّها الحفل الكريم، للمؤتمرات الوطنيّة طريق تقود إليها من لا يسلكُها لن يجد الوطن».
الراعي
وكانت كلمة للراعي رأى فيها أن «المقاطعة الناتجة من عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيدة الموقف اليوم، لذلك لا يجرؤ احد على المبادرة الى فتح حوار وطني صريح وصادق يتفوّق على كل المصالح الشخصية والفئوية، وكذلك لا يرى احد جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّيًا في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحولت الى قنابل موقوتة». وسأل: «أما آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين لا نقيم اعتبارًا الا للبنان السيد الحر المزدهر، لبنان الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب، فنبادر فورًا الى انتخاب رئيس للجمهورية يقود حوارًا وطنيًا مخلصًا للبنان يعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار ولاعادة البناء على الصعد كافة، وابرزها السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية والامنية؟» وختم: «ليس أمامنا سوى خيار واحد وهو الدولة-الوطن الذي يجب العمل من أجله والتفاني في سبيله، وفي سبيل وجهه المتألّق عبر المئويّة الأولى لتكوينه».
جلستان
وبعد جلسة الافتتاح عُقِدَت جلستان، الأولى بعنوان «لبنان في ظل النظام الاقليمي الجديد» تحدث فيها النائب علي فياض والوزيران السابقان غازي العريضي وابراهيم نجار وأدارها الصحافي غسان حجار. والجلسة الثانية بعنوان «ليعود لبنان جاذبا مستقرا» تحدث فيها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الوزيرة السابقة ريا الحسن، وداود الصايغ وأدارها الزميل موريس متى.