الشرق – يقوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بسلسلة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين بهدف تحريك الملف الرئاسي وايصاله الى خواتيمه، واستهل لقاءاته من قصر الصنوبر، حيث التقى وفد نيابي من كتلة «تجدد» ضم النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوض والنائبين سليم الصايغ وميشال الدويهي، الى مائدة فطور، تم في خلالها عرض التطورات في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل.
ثم التقى لو دريان «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي في لبنان إرفيه ماغرو وعرض معهم التطورات ما بعد وقف إطلاق النار والمسار السياسي وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وصرّح رئيس المجلس التنفيذيّ لـ»مشروع وطن الإنسان» النائب نعمة افرام بعد لقائه لودريان قائلاً: «لقد اطّلعنا على الورقة التي وافق عليها لبنان من أجل وقف إطلاق النار، وهي ورقة ممتازة. وناقشنا هذه المواضيع مع السيّد لودريان اليوم، والعبرة تبقى في التّنفيذ. ولبنان ملتزم بورقة وقف إطلاق النار، كما هو الحال مع فرنسا، الولايات المتّحدة، وإسرائيل».
وتابع: «هدفنا هو الدخول في مرحلة جديدة، وهذه الورقة تمثّل البداية. ونجاح لبنان يبدأ بالابتعاد عن المحاور الإقليميّة والالتزام بمصلحة الوطن. أنا مع النّفس الحياديّ في السّياسة، ومفهوم السّيادة اللبنانيّة منتهك منذ زمن طويل، واستعادتها تبدأ بوحدتنا واتفاقنا على اتّخاذ القرارات انطلاقاً من الشرعيّة اللبنانيّة المتمثّلة بمجلس النواب. هذا المجلس هو مركز السّلطة والقرار النّهائي، ولا بلد آخر أو محور يمكنه فرض مسار خارج إرادة اللبنانيين».
وأضاف: «لقد أيّدت تمديد ولاية قائد الجيش والعمداء للحفاظ على الخبرات. علينا إعادة النظر في سنّ التقاعد في الجيش اللبنانيّ لأنه قديم وغير واقعيّ، مقارنة بارتفاع متوسّط العمر المتوقّع الى 83 سنة. كما علينا دعم الجيش اللبنانيّ بكلّ السّبل. اتّفاق وقف إطلاق النار مرتبط بأدائه، وما حدث في مجلس الوزراء أمس تجاه الجيش لم يكن مناسباً. أطلب الوقوف إلى جانب المؤسّسة العسكريّة في هذه المرحلة الحسّاسة لأنّها تمثل حياة أو موت البلاد».
وعن انتخابات الرئاسة قال افرام:» أشكر السّيد لودريان على اهتمامه الكبير، ولمست منه رغبة في تسريع انتخاب رئيس الجمهوريّة وتطبيق بنود الاتّفاقية التي التزم بها لبنان ودول أخرى. إنّ انتخاب الرئيس قد يحتاج إلى بعض الوقت، رغم الضغط الكبير لإنجازه. فعلينا مراقبة مدى تطبيق الاتفاقيّة قبل الحديث عن قرب انتخاب الرئيس. الأولويّة الآن هي تحديد مواصفات الرئيس الذي سيقود البلاد في هذه المرحلة الدّقيقة، مع التركيز على تطبيق الاتفاقيّة وإعادة بناء مؤسّسات الدولة اللبنانيّة. ورئاسة الجمهوريّة في لبنان عمليّة خاصّة جداً. الأمر لا يتمّ عبر الحصول على ورقة من كاتب العدل والإعلان عن الترشّح. وهناك عدد من المرشّحين في السّباق الرئاسي وأنا واحد منهم. إذا تطلّب الأمر أن أخدم بلدي من موقعي الخاصّ سأفعل، وإن تطلّب أن أكون رئيساً، سأترك كلّ شيء وأكرّس نفسي لهذه المهمّة».
وختم مؤكّداً أن «هدفنا الدخول في زمن جديد، لا قواعد اشتباك جديدة، بل تنفيذ حرفيّ للاّتفاق. وأدعو «حزب الله» إلى الالتزام باتّفاق وقف إطلاق النّار وتنفيذه بروحيّة إيجابيّة. «نحنا كلّنا إخوة ونحنا كلنا لبعض» تحت خيمة الدولة اللبنانيّة، والشرعيّة اللبنانية هي الملاذ الوحيد الذي يحمي الجميع».
بري
وظهراً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتبه في المجلس النيابي، لودريان والوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان حيث تناول اللقاء المستجدات السياسية وملف إنتخابات رئاسة الجمهورية فضلاً عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. والتقى لودريان رئيس جزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب. وتلقى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الموجود في الخارج، اتصالا هاتفيا طويلا من لودريان .
ميقاتي
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لودريان في السرايا الحكومية.
شارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد الفرنسي، ومستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. وتم خلال اللقاء، البحث في الوضع في لبنان بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وتركز البحث على موضوع اولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وشدد الموفد الفرنسي على انه «بعد كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من «إن استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير»، أردت القيام بهذه الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الاطراف في امكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصا وان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل».