على فوهة بركان تقبع الدولة العبرية، وتشهد غليانا غير مسبوق يتهددها للمرة الاولى. ساحة مقابل ساحة، مطلب مقابل مطلب وشعار مقابل شعار. اضراب عام شل البلاد دعت إليه نقابات العمال بهدف الضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل تعيد الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اثر مقتل ستة من هؤلاء اخيراً وتظاهرات تدعوه الى قبول الاتفاق قبل القضاء على ما تبقى منهم. المعارضة تضغط لاقالة نتنياهو. زعيمها يائير لابيد، يتهم اعضاء الكنيست بالتواطؤ على ما وصفه بأكبر كارثة في تاريخ إسرائيل. اما وزير الدفاع يواف غالانت فيمضي في انتقاد نتنياهو وخططه الهدامة رافضا الاستقالة.
في المقابل، نظمت مظاهرات رافضة لإبرام صفقة تبادل مع حماس شارك فيها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أمل ألا يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالارتباك وألا يتراجع عن مواقفه، فيما يكيل نتنياهو الاتهامات للقاهرة، معتبرا إن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا.
اما الدولة اللبنانية، ففي اسوأ حال، تنتظر الخارج وحراك خماسيته ولقاءات فرنسية – سعودية قد تشهدها الرياض في قابل الايام، لتلمّس مصير رئاستها، وليس ما يُبشّر خيرا. الساحة المحلية لم تسجل اي جديد يدل على خرق مرتقب على هذا الخط، بل على العكس، فإن مواقف معراب وعين التينة، كرست الستاتيكو السلبي… في الاثناء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي وجرى عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية.
القوات في دار الفتوى
ايضا، اكد وفد من تكتل الجمهورية القوية بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى ان «علينا ان نضع الأولويات الوطنية نصب أعيننا، ونبادر إلى انتخاب رئيس للجمهورية، بفتح ابواب مجلس النواب والتزام النواب بالحضور والتصويت والتشاور إذا اقتضى الأمر، واستمرار التصويت حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
التيار للقوات
من جهته، تلقف التيار الوطني الحر، في بيان، بإيجابية التطور في الموقف الذي أبداه رئيس القوات اللبنانية في خطابه البارحة خاصةً لناحية المقاومة وشهدائها ومواضيع الحوار والعيش المشترك ووحدة لبنان والتلاقي والخروج من الماضي وبناء المستقبلَ بما يجسِّدُ طُموحاتِ جميع المكونات اللبنانية، وتحديداً كونها تتلاقى مع مواقف التيار الإنفتاحية وتتماشى، في ما يخص رئاسة الجمهورية، مع ما إستطعنا الحصول عليه والتوافق بخصوصه مع معظم الكتل النيابية، من معادلة تشاور بغية التوافق مقابل جلسات إنتخاب متتالية ومفتوحة تؤدي بالنتيجة الى إنتخاب رئيس، بالتوافق أولاً أو بالتنافس ثانياً، بما يخرج البلد من الفراغ القاتل.يبقى أن من يدرك ويقر أن إنتخاب الرئيس هو مفتاح لحل الأزمات والحوار حولها، يمكنه أن يتجاوب مع دعوة التشاور في مجلس النواب وأن يتفهم أن أي تأجيل إضافي لعملية التشاور المحصورة بالإتفاق على رئيس توافقي والّا الانتخاب، هو أمر لا يساعد في إنجاز الإستحقاق. وبالتالي يمكن للقوات اللبنانية أن تتساهل حول شكليات بسيطة لا تقف عائقاً أمام أهمية انجاز إنتخاب رئيس ميثاقي للبنان كفرصة وحيدة لوقف تحلّل الدولة وانهيار الوطن.
التيار في الديمان
ليس بعيدا، وعشية زيارة مرتقبة للنواب الخارجين من التيار الى الديمان، زار وفد من التيار الوطني الحر ضم النائبين ندى البستاني وجورج عطالله ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان. وكانت مناسبة للبحث في قضايا الساعة ومن ضمنها حقيقة ما جرى اخيراً مع بعض النواب في التيار. وبعد الاجتماع استبقى الراعي الوفد الى مائدة الغداء.