كتب عوني الكعكي:
لا شكّ أنّ أميركا تريد حلاً في غزّة وفي لبنان… لكن الحل غير متوفر لأنّ بنيامين نتانياهو رئيس حكومة إسرائيل يخشى أن تتوقف الحرب، لأنّ في انتظاره محكمتين: محكمة إسرائيلية، ومحكمة العدل الدولية بدعوى جنوب أفريقيا… هذا أولاً…
ثانياً: الحزب الذي يرفع شعار “تحرير القدس”. وبمعنى أدق يقف الى صف المقاومة الفلسطينية مسانداً… هذا الكلام ليس بجديد أو وليد اليوم، بل الدعم موجود منذ يوم تأسيس “الحزب” عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 ووصلت الى بيروت التي حاصرتها القوات الاسرائيلية مدة 100 يوم وذلك للقضاء على المقاومة الفلسطينية.. يومذاك تم الاتفاق على أن ينسحب القائد الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار) بالباخرة التي نقلته الى اليونان.
طبعاً قصة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان تاريخياً بدأت عام 1978 يوم احتلال جنوب لبنان، وإقامة دولة سعد حداد، ثم الى اجتياح لبنان عام 1982 وإخراج المقاومة الفلسطينية. إضافة الى مسلسل لا ينتهي من الاعتداءات.
ثالثاً: المقاومة ظهرت نتيجة احتلال إسرائيل لجنوب لبنان وصولاً الى بيروت كما ذكرنا.
على كل حال.. إسرائيل أُجبرت على الانسحاب من لبنان عام 2000، وذلك بسبب المقاومة التي كبّدت إسرائيل خسائر كبيرة في الأرواح، وأجبرتها على الانسحاب لأوّل مرّة في تاريخها، بعدما أبقت على احتلال تلال كفرشوبا ومزارع شبعا حتى يظل هناك ما تحتج به لإكمال عدوانها وكأنه “مسمار جحا”.
رابعاً: أعلن قائد المقاومة السيّد حسن نصرالله منذ اليوم الأوّل للعملية ان المقاومة الاسلامية واللبنانية لا يمكن أن تترك إسرائيل تتابع جرائمها بالطيران والمدافع والدبابات، وهي تحاول أن ترد على عملية “طوفان الأقصى” بعملية إبادة جماعية للشعب الفلسطيني كله. لذا دخلت المقاومة الاسلامية الحرب لإسناد المقاومة الفلسطينية… وبالفعل فإنّ إنجازات كبيرة تحققت، أهمها:
أ) انسحاب 80 ألف مواطن إسرائيلي من شمال إسرائيل هرباً من جحيم القصف.
ب) تدمير المنازل والمزارع والمؤسّسات الزراعية حيث اضطرت إسرائيل لجلب الأيدي العاملة من الخارج.
ج) العمليات التي تقوم بها في شمال فلسطين أوجدت ردّة فعل سلبية ضد الحكومة الاسرائيلية.
خامساً: الخسائر البشرية التي يحققها أبطال “طوفان الأقصى” في غزّة، والخسائر البشرية التي حققها أبطال المقاومة في لبنان أوصلت خسائر إسرائيل الى درجة كبيرة بمعدل ما بين 6 و10 جنود يومياً ومعهم ضابط كبير. هذه الخسائر لم تتعرّض لها إسرائيل في تاريخها، إذ كانت الحروب بالنسبة إليها نزهة مقارنة بالحرب مع “طوفان الأقصى” والمقاومة اللبنانية، إذ كما ذكرنا وصل عدد الجنود والضباط الصهاينة الذين قتلوا الى قرابة 2000.
سادساً: “الحزب” لن يوقف إطلاق النار إلاّ بعد توقف الحرب الاسرائيلية على غزة ورفح.
سابعاً: لن يتحقق أي سلام في المنطقة إلاّ بعد أن تقتنع إسرائيل بأنّ الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية.. ولنتذكر ما قاله القائد البطل يحيى السنوار بأنّ الحرب لن تتوقف إلاّ بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
كلمة أخيرة… بالنسبة للتهديد الاسرائيلي باجتياح لبنان، و”تهديم” الجنوب وبيروت، أظن بأنّ الڤيديو الذي نشره “الحزب”، هو أفضل رد على كل التهديدات الاسرائيلية خصوصاً أنّ مشاهد الڤيديو شرحت بالتفاصيل المملة تضاريس المدن لحيفا وعكا وغيرهما التي تنوي المقاومة تدميرها في فلسطين.. وهذا الڤيديو كافٍ لإقناع إسرائيل أنّ أي حرب على لبنان ستشكل نهاية لإسرائيل وإلى الأبد.