لارا يزبك
نفى المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ما أوردته إحدى الصحف حول لقاء ويتكوف بمسؤول لبناني لم يُكشف عن هويته في الدوحة، مشددا على أن التقرير «كاذب ومضلل»، موضحًا أن «نشر الشائعات والأخبار الكاذبة لا يؤدي إلا إلى إثارة البلبلة وزعزعة مصداقية وسائل الإعلام». وأكد، في تصريح الأربعاء، أن «لبنان دولة مستقلة تتخذ قراراتها السيادية بنفسها ونحن نثق في قدرة الحكومة على ذلك». وشدد ويتكوف على «أننا ندعم الرئيس جوزاف عون وحكومة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في سعيهما لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية».
الى ذلك، أفاد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن مدى تنفيذ القرار 1701، أنّه «يجب على إسرائيل إكمال انسحابها من لبنان». وأشار التقرير الذي قدم مطلع الأسبوع في مجلس الامن إلى أنّ «وجود إسرائيل شمال الخط الأزرق انتهاك لسيادة لبنان ويقوض جهود بسط لبنان سلطته على جميع أراضيه». ودان التقرير «الانتهاكات اللّبنانيّة لسيادة إسرائيل وانتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية» ودعا الى وقف التحليق فوق أراضي لبنان.
من ناحيته، دعا قائد قوات اليونيفيل ارولدو لاثارو إلى «التطلع بأمل إلى المستقبل في أعقاب النزاع المدمر الأخير». وأكد «أن بعثة حفظ السلام لا تزال ملتزمة بتخفيف التوترات وتعزيز الحوار من أجل وقف دائم لإطلاق النار»، معلنا «اننا بعد تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني، ندخل فصلا جديدا، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني لتنظيف الطرق وإجراء الإصلاحات وإزالة المتفجرات». وأكد ان «القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تظل الضامن الأمني الوحيد في الجنوب، معتبرا «أن التنفيذ الناجح للقرار 1701 – الذي يدعو لبنان وإسرائيل إلى العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار ويشكل أساس ولاية اليونيفيل الحالية – لا يمكن تحقيقه إلا من خلال جهودنا المشتركة لمنع التصعيد والحفاظ على الاستقرار وتعزيز سلطة الدولة في جنوب لبنان».
تظهر هذه المواقف، بحسب ما تقول مصادر سيادية
لـ «المركزية» ان ثمة رهانا كبيرا على الحكم الجديد في لبنان واحتراما لمؤسساته وعلى رأسِها الجيش اللبناني وتظهر ايضا ان رأس أكبر المنظمات الدولية أي الامم المتحدة لا يتردد في تسمية الامور بأسمائها وانتقاد تل ابيب التي ببقائها في لبنان تخترق اتفاق وقف النار وتعقد مسار تطبيق القرار 1701. غيرُ صحيح اذا ما يسوق عن ان لبنان خاضع او مستتبع او مغلوب على أمره، كما يحلو للبعض في الممانعة أن يصوره، حيث يردد هذا البعض بصورة شبه دولية أن على بيروت أن «تطبّع مع إسرائيل وإلا»، حتى ان ويتكوف قرر ان يصرح ويوضح ما نسب اليه في هذا الخصوص، في سلوك يدل على انه يحترم لبنان ورؤساءه، علما انه غير مضطر الى الرد على تسريبات صحافية… لكن يبقى الاهم ان يكون لبنان الرسمي على قدر هذه الاحاطة الدولية الاممية به والرهانات الموضوعة عليه وعلى جيشه، فيسرع الى تطبيق جدي لالتزاماته بموجب القرار 1701 وإتفاق وقف النار، فيبسط شرعيته على كامل أراضيه ويفكك التنظيمات المسلحة غير الشرعية وينفذ الاصلاحات ويبني دولة قوية.. فهل يفعل العهد الجديد ويستفيد من الدعم الخارجي الكبير له، والذي بطبيعة الحال، لن يستمر الى ما لا نهاية، من دون أفعال لبنانية ملموسة؟