كتب عوني الكعكي:
يبدو أن هناك قراراً إسرائيلياً كبيراً، هو الاستفادة من الوقت الضائع في أميركا، وأعني هنا أن الشعب والإدارة الاميركية وجميع المسؤولين، حتى الدولة العميقة اليوم، مشغولون بالاستعداد للانتخابات الرئاسية، وكل فريق أصبحت أولوياته القصوى، كيف يربح هذه الانتخابات، والجميع من دون استثناء همّه الوحيد الانتخابات.
وكما نعلم، فإنّ اليهود هم ملوك الاستغلال والاستفادة من انشغال رجالات الدولة الأميركيين، لذا فإنها ترى أن هذا الوقت المثالي لممارسة لعبة التدمير والقتل بدءاً بالشعب الفلسطيني، وكذلك الحال، بالنسبة لأي فريق عربي، أو غير عربي، يقف الى جانب الفلسطينيين. من هنا نرى أن الاستهداف الذي يتعرّض له حزب الله والمقاومة الإسلامية بشكل جنوني، لم يكن ليحدث لولا شعور اليهود بأنّ هذه الفرصة مناسبة كي ينتقموا من الشعب الفلسطيني ومن كل من يساندهم.
الحرب اليوم… هي حرب إبادة، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عدوانية ليس لها مثيل في العالم ولا عبر التاريخ، خصوصاً ما قامت به في غزة.
من يصدّق أنّ غزة، لم تَعُد غزة… بل تبقى 10% من بيوتها ومحالها وكنائسها ومساجدها ومستشفياتها وإداراتها والمراكز الحكومية فيها، وللمناسبة، فإنّ 25 مستشفى كانت قائمة لم يتبق منها إلاّ قسم الطوارئ الوحيد في مستشفى الشفاء، إذْ أعيد ترميم قسم منه، بمبادرة من أهل غزة وبعض الأطباء في المستشفى المذكور.
أما عدد الشهداء، فتجاوز الـ42 ألفاً وعدد الجرحى وصل الى أكثر من مائة ألف.
هذا، والعالم كله يتفرّج ولا أحد يفعل شيئاً… بل على العكس فإنه يساند الباطل.
والمصيبة الكبرى، هي التصريحات الدولية التي يُدلي بها كبار المسؤولين في الدول العظمى، وفي أوروبا، وفي العالم.
والأنكى أيضاً أن هناك قراراً صدر عن المحكمة الجنائية الدولية يطالب بإلقاء القبض على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بتهم الإبادة الجماعية.
كذلك، هناك محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا، إذ أصدرت قراراً بإلقاء القبض عليه في أي مطار، وفي أي دولة يذهب إليها.
وكما علمنا بأنه سوف يسافر الى الولايات المتحدة، وهو يريد بكل وقاحة أن يلقي خطاباً في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في هيئتها العامة.
السؤال البسيط.. ماذا سيقول بنيامين نتنياهو للعالم؟ هل سيقول كم عدد القتلى الذين قتلهم في فلسطين وفي لبنان وفي اليمن وفي سوريا وفي العراق؟!!
أم سيقول لهم إنه يريد إلغاء الشعب الفلسطيني من الوجود ولا حل لما يقوم به هذا المجرم؟.. لأنّ هذا الرجل مريض نفسياً.. والمصيبة أن 73% من الشعب اليهودي يؤيدونه.. فهناك سؤال بسيط هو: كيف يمكن التعامل مع هكذا قيادة؟ وهكذا شعب؟
بعد البحث والتدقيق، وبعد المجازر التي يرتكبها اليهود بحق الشعب الفلسطيني، نرى أن الحل الوحيد هو أن كلّ فلسطيني صار أو تحوّل نحو القائد يحيى السنوار، كذلك فإنّ كل مواطن عربي اتجه أيضاً نحو القائد يحيى السنوار… فلماذا؟
بكل بساطة… إسرائيل لا تفهم إلاّ لغة السنوار!!!
aounikaaki@elshark.com