«كلنا إرادة» لوبي سياسي ـ اقتصادي ـ إعلامي يقوّض مصلحة لبنان واللبنانين

منظمة «كلنا إرادة» تهدّد الصحافة وتسخّف عمل القضاء

تقرير الدكتورة ماجدة الحلاني

انكشفت الايديولوجيا السرية والدور المناط بمنظمة «كلنا ارادة» في الايام الماضية عبر تحقيقات صحافية قامت بها اكثر من جهة اعلامية. ولكن الفضل كل الفضل يعود للمنظمة نفسها التي وبسبب هذا الضغط الاعلامي ولمحاولة مواجهة فضيحة الفساد وانكشاف مخططها الخطير اقتصاديا وسياسيا عملت على كشف «اللوبي» السياسي- الاقنصادي والاعلامي الذي تعمل في كنفه. في هذا التقرير تكشف «الشرق» كيف اماطت «كلنا ارادة» بنفسها اللثام عن هذا اللوبي الذي كان يعمل بشكل سري. «الشرق» تكشف الدور الخطير الذي يلعبه لوبي «كلنا ارادة» بتمويل خارجي واجندة سرية هدفها السيطرة على السياسة والاقتصاد والقضاء والاعلام في لبنان.

لوبي سياسي ضخم

المؤكد ان البيان الاخير الذي نشرته منظمة «كلنا ارادة» كشفت اخيرا عن لوبي سياسي-اقتصادي- اعلامي ضخم ممول من الاوبن سوسايتي التابع لرجل الاعمال العالمي الذي له باع طويل في ضرب اقتصادات دول والسيطرة على القرار السياسي فيها.  على الرغم من ان البيان الذي صدر وسبقه بيانات للمنظمة عينها ردا على اتهمات الفساد وتقويض الاقتصاد اللبناني التي انتشرت في الاعلام الا انه اتى فارغا من المستندات الرسمية التي طالب بها الاعلام والشعب اللبناني. البيان اتى كنوع من التهديد للاعلام والقضاء ان وراء هذه المنظمة لوبي سياسي-اعلامي ضخم يدعم اجنداتها ويعمل على تنفيذها.  من هم اعضاء هذا اللوبي السياسي-الاقتصادي-الاعلامي؟ هم ببساطة ضمن لائحة نشرتها منظمة «كلنا ارادة» واولهم النواب الذين اوصلتهم المنظمة الى المعترك السياسي: ابراهيم منيمنة، بولا يعقوبيان، مارك ضو، ملحم خلف، ياسين ياسين، فراس حمدان، شربل مسعد، نجاة صليبا، ميشال الدويهي وحليمة قعقور. وبعض هؤلاء استمات دفاعا عن المنظمة امثال بولا يعقوبيان حيث يعلم القاصي والداني العلاقات التي تجمعها بممثلي النظام المصرفي والجمعيات. اما مارك ضو الذي يحمل كما يبدو برنامجا خبيثا للبنان حيث نعت الشعب اللبناني ب»المساطيل» خلال بث مقابلة له. وفي فيديو مسرب لاجتماع لممثلي هذا اللوبي يؤكد النائب الفاضل مارك ضو انه يدعم توطين السوريين وسائلا بسخرية «اذا معترضين بلبنان يخلفوا ويجيبوا ولاد» متابعا «ان المجتمع بلبنان بحاجة الى يد عاملة ولنتمثل بالدول الاخرى التي تستقدم مهاجرين!». هذا يكفي لتبيان حقيقة نوايا هذا اللوبي الذي يعمل ضد مصلحة الشعب اللبناني وضد لبنان.

بالطبع هؤلاء ليسوا وحدهم اعضاء هذا اللوبي السري الضخم الممول من الخارج، ينضم اليهم وفق اعلان منظمة «كلنا ارادة» رابطة المودعين، الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين، مبادرة سياسات الغد، الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات LADE، نواة للمبادرات القانونية، المركز اللبناني لحقوق الانسان، رواد الحقوق، منظمة اعلان للسلام، ريفورم، جمعية FEMALE، سمكس، مبادرة غربال. ينضم اليهم احزاب ومجموعات سياسية: الكتلة الوطنية، شبكة الاغتراب اللبناني، مجموعة TeamHope ، تقدّم، تيار التغيير في الجنوب، تحالف وطني، حزب لنا، شبكة مدى، مدينتي، تجمع امد، لحقي، قدرات، المرصد الشعبي، حركة اسس، لبنان عن جديد.  الاخطر هنا ان الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات LADE التابعة لهذا اللوبي هي المشرفة على الانتخابات في لبنان. كيف ستسمح وزراة الداخلية والبلديات لهذه الجمعية العمل في الانتخابات القادمة وهناك شبهات حولها وتضارب مصالح كبير بالاضافة الى العمل ضد مصالح لبنان. المؤكد ان هذا اللوبي السري الذي كشف اخيرا يضم جمعيات «فرخت» خلال الأزمة منذ 2019 وهدفها الاول استغلال معاناة الشعب وضعف الدولة لبناء نظام سياسي-اقتصادي جديد يسيطر عليه هؤلاء وهم اداة مأجورة للتمويل الخارجي الذي لم يعد خفيا على احد ومصدره الاوبن سوسايتي التابعة لمنظمة جورج سوروس. المثال على ذلك تدخلهم في تعيين حاكم مصرف لبنان وما ينشر على صفحات الجمعية وما تبثه ادواتها الاعلامية عن صفات يحددوها هم للدولة لمن ينطبق عليه صفة حاكم مصرف لبنان. « عميفصلوا عقياسهم والشعب والدولة بتلبس».

لوبي اعلامي للدعم السريع

المؤكد ان تنفيذ الاجندات الخفية لهذا اللوبي الخطير كانت عبر تشكيل مجموعات اعلامية هدفها الاول البروباغندا من اجل تضليل الشعب وبث اجندات خاصة بلوبي سوروس ومنظمة «كلنا ارادة» وهذا يفسر بشكل قاطع التقارير التي تهدف الى تمزيق المجتمع وتستهدف تقسيم تركيبته وضرب مفهوم العائلة والروح القومية والمعنوية للشعب اللبناني. هذه المجموعات الاعلامية المنضوية تحت هذا اللوبي عملت وتعمل ضد لبنان واللبنانيين وعلى سبيل المثال انها تنشر كل ما يهم مصالح النازحين على ارضه وتهاجم الشعب اللبناني وتدافع عن حقوق المثليين. من هي هذه المجموعات الاعلامية؟ لعلها لم تعد خافية على احد انما اعلنت عنها منظمة «كلنا ارادة» ايضا: تجمع نقابة الصحافة البديلة، المدن، المفكرة القانونية، درج، ميغافون، اذاعة صوت الشعب، رصيف 22، لبنان والعالم، مجلة صفر، نقد ميديا، شريكة ولكن، مناطق نت، وترة بودكاست ومصدر عام وتدعمهم المدن. هذا اللوبي الضخم هدفه قتل الدولة وبث حملات مشبوهة ومدفوعة في آن  معا تنفذه ادوات اعلامية تحت ستار استقصائيين ووسائل اعلام مستقلة ومنظمات اصلاحية وهي تبعد كل البعد عن الاصلاح والاستقلالية والمهنية لأنها ببساطة مأجورة من لوبي سوروس وتنفذ اجندة اعلامية-سياسية محددة. وهناك الكثير من التصريحات لممثليها لا ينفون بتاتا تمويلهم من سوروس واولهم ديانا مقلد المسؤولة في منصة درج.

تهديد الاعلام واتهامات بالجملة

اما الاتهامات التي يحاولون ان يكيلوها لمن يعارض مخططهم الجهنمي انها مدعومة من الاعلام ومن المصرفيين في لبنان محاولين تهديد الصحافيين نؤكد لهم ان لهذا تداعيات خطيرة ابرزها الاعتداء على حرية الاعلام والصحافيين وحق اللبنانيين في معرفة الحقيقة، حقيقة منظمة مشبوهة ولوبي سري. ونخبرهم ان هناك في المحيط الذي لا يعرفونه طبعا اشخاص يهمهم وطنهم لبنان ويعملون ضد الفساد وهمهم الاول الاصلاح والشفافية ويرفضون ان يكونوا مرتزقة تتلقى المال لتبث اخبارا وتنفذ اجندات مأجورة! نعم، يوجد اشخاص وهم كثر في لبنان همهم الاول الدفاع عن حقوق الشعب في وطن نظيف من الفساد ويسعون الى الاصلاح والخروج من الازمة الاقتصادية التي شارك فيها هذا اللوبي السري منذ 2017! الاكيد ان النظام المصرفي فاشل وهناك تبعات عاشها ويعيشها الشعب والبلد ولكن هل الحل يكون باستغلال هذا الفشل والسيطرة على البلاد وحقوق الشعب من قبل لوبي مصرفيين جدد يحملون اجندات سياسية سرية خطيرة تعمل على تنفيذها منظمة «كلنا ارادة» واللوبي الذي معها؟ هذا اللوبي بدل ان يكشف عن المستندات «الغير موجودة  اساسا» للشعب اللبناني التي تثبت انه كان يعمل بشكل قانوني قام بتهديد الاعلام وكل من يعترض على برنامجه!  الواضح ان منظمة «كلنا ارادة» واللوبي الذي تدور في فلكه له اهداف ثلاثة: افلاس المصارف وإعادة هيكلتها، شطب ودائع المودعين والتحكم بالنظام المصرفي الجديد. بالله عليكم اخبرونا كيف ستكون هذه الاهداف بغية الاصلاح وهمها مصلحة لبنان واللبنانيين؟ هل مصلحة الشعب بشطب الودائع؟ هل مصلحة الشعب بأن تسيطروا انتم على النظام المصرفي الجديد؟ لماذا انتم بالذات؟ لماذا لم تعلنوا هذا منذ البداية بدل العمل السري الذي قمتم به واستغليتهم ازمة البلد؟

تسخيف القضاء

الواقع، انه ازاء التداعيات الخطيرة على الاقتصاد اللبناني ومصلحة المواطنين تقدم المحامون شارل اسعد، جوسلين كرم وبشير اعزان بإخبار الى القضاء طالبين التحقيق مع اعضاء منظمة «كلنا ارادة» بغية اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم. ابرز ما جاء في الدعوى ان هذه المنظمة ضغطت على الحكومة اللبنانية للتوقف عن تسديد سنداتها السيادية اليوروبوند وهو ما ساهم في تسريع انهيار قيمة العملة الوطنية بوقت قياسي واشاعة الخوف بين اللبنانيين بأن المصارف افلست وان ودائع الناس طارت وحثهم المودعين على سحب ودائعهم فورا. من الاتهامات ايضا ان منظمة «كلنا ارادة» سعت بكل ما لديها من تمويل سري بعشرات ملايين الدولارات الى ضخ الاموال لتشويه سمعة لبنان وقطاعه المصرفي بدل السعي الى انفاق هذه الاموال على تطوير الشؤون الاجتماعية والبيئية وغيرها التي تدعى المنظمة انها انشأت على هذا الاساس في الترخيص الممنوح لها.

كيف كان رد منظمة «كلنا ارادة» على هذا البلاغ؟ تسخيف البلاغ ونشر بيان تؤكد فيه امام الرأي العام اللبناني ان النيابة العامة لم تجر اي تحقيق في الدعوى واحالتها على قاضي التحقيق كما هي محاولة الايحاء الى الرأي العام ان القضاء متواطىء معها وانها تسيطر على القضاء في الوقت الذي يحاول الاصلاحيون في لبنان واولهم رئيس الجمهورية جوزاف عون والقضاة الشرفاء ان يحرصوا على استقلالية القضاء.  وآخر التسريبات والمواقف كانت ان النائب سامي الجميل يدعم المنظمة وهو ما اعلن عنه صراحة انما لهذا التسريب خطورة: هل يتم الايحاء للشعب والاعلام ان وزير العدل التابع للكتائب لن يحرص على اتخاذ العدل مجراه ومتابعة الدعوى بحق منظمة «كلنا ارادة»؟