نجوى أبي حيدر
لا ثوابت في المعادلة الرئاسية حتى الساعة. الجلسة المزمع عقدها بعد سبعة ايام “ستبقى مفتوحة وعبر دورات لانتخاب رئيس ولن نخرج قبل انتخابه”، بحسب ما اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري. أسماء مرشحين تنهمر وتتداول كالبورصة صعودا وهبوطاً ، ولو ان بعضها تبقى حظوظه متفوقة ويتقدم على غيره من الطامحين الى فتح ابواب قصر بعبدا امامه فيما يتحمّس آخرون لاعتقادهم انهم قد يشكلون نقطة التقاء بين القوى السياسية غير الملتقية على إسم في لحظة ما فيحالفهم الحظ. بيد ان الأمور قد تتبدّل بين يوم وأخر وتتبدد الضبابية التي تغلف الاستحقاق لترسو على مرشح واحد وثابتة ليس ما يبدّلها.
حتى اللحظة تلك، يتوقع عدد لا باس به من رجال السياسة الا تصدق “نبوءات” الرئيس بري ولا تتكلل جلسة 9 الجاري برئيس، مستندين الى ان الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد ولا اتفاق بين دول الخماسية، وهو ما يبرر غياب سفرائها عن السمع. ويعرب احد هؤلاء عبر “المركزية” عن اعتقاده ان الاتفاق لو تم على اسم لسرّع سفراؤها حركتهم واتصالاتهم مع القوى السياسية عشية الجلسة، ولما امضوا اجازاتهم خارج لبنان. ويضيف، ان بعض دول الخماسية والولايات المتحدة الاميركية في شكل خاص لم تحسم موقفها بعد، خلافا لما يتردد، وكذلك السعودية التي تعتبر اختيارالرئيس من مسؤولية القوى السياسية اللبنانية، في حين تدعم قطرمديرعام الامن العام اللواء الياس البيسري، مع وجود الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني في لبنان .وحده وليد جنبلاط اعلن مرشحه قائد الجيش العماد جوزف عون بعد عودته من باريس، شأن فسّره البعض بكلمة سر تلقاها قبل غيره من الخارج، لذلك ارجأ زيارة كانت متوقعة لمعراب قبل سفره الى فرنسا ثم زار سوريا على رأس وفد درزي سياسي ديني، قبل زيارة معراب، ما دام ليس ما يستدعي العجلة.
حظوظ مرشح “اللقاء الديموقراطي” قائد الجيش العماد جوزف عون متقدمة بحسب ما ينقل سياسي لبناني عن مسؤول خليجي ويقول لـ “المركزية” حُسم الامرالرئاسي لمصلحة قائد الجيش. فإن لم يتم انتخابه في جلسة 9 كانون الثاني ففي الجلسة التي تلي”. ويشير السياسي الى ان الرئيس بري ،وعلى رغم المعلن من مواقفه، استمزج اراء عدد من الخبراء في القانون الدستوري حول المخرج لانتخاب قائد الجيش كونه يحتاج الى تعديل دستوري، مؤكدا توافره من دون تعديل ، رافضا الكشف عنه لأن المهمة للرئيس بري شخصيا وقد ابلغ من راجعه بالأمر ان “لا مشكلة”. ويتوقع ان يكون المخرج بتصويت اكثرمن 100 نائب لمصلحة عون، بعد ان تُسوى امورالحزب، وتتم الصفقة الاقليمية بين ايران والادارة الاميركية.
ووقت تسعى قوى المعارضة التي تعقد اجتماعات منها المعلن ومنها السري لجوجلة افكارها والاتفاق على مرشح تغييري قادر على مواكبة المرحلة التغييرية في لبنان والمنطقة يعتمد صيغة جديدة للحكم مع احترام النظام الديموقراطي ومبدأ فصل السلطات وتعاونها، لوحظ تحرك المصرفي سميرعساف صديق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، من خلال سلسلة زيارات قام بها لقوى سياسية، بعدما كان تخلى في مرحلة سابقة عن فكرة الترشح، الا انه عدل عن رأيه غداة زيارة ماكرون للسعودية حيث شارك في عداد الوفد. فهل ترتفع حظوظ عساف المدعوم فرنسيا، امام عجز المعارضة عن الاتفاق أو حتى التقاطع على مرشح، ام ان التريث حتى الساعات الاخيرة ربما يحمل في طياته كلمة سر ستبلغ الى النواب حينما يحين اوانها وتنضج مجمل ظروفها؟