الشرق – على وقع قرقعة طبول الحرب المندلعة في الجنوب، والتحديات التي يواجهها اللبنانيون يوميا سياسية كانت أم اقتصادية، ينتظر ان يصل وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه نهاية هذا الأسبوع إلى لبنان على أن يلي ذلك زيارة متوقعة ايضا للمسؤول الأميركي اموس هوكشتاين خلال الايام المقبلة. وعلى الرغم من ان الترقب سيد الساحة لا سيما في ما يتعلق بمصير الدخول الاسرائيلي الى رفح، فان الاهتمام الدولي ما زال يصب مساعيه لابعاد شبح حرب اقليمية موسعة في المنطقة والتي ستكون شرارتها الجنوب اللبناني. وفي هذا الإطار نقل عن ديبلوماسي غربي في العاصمة الفرنسية في مجلس خاص ان الامور تتقدم ولكن ببطء نظرا إلى صعوبة لا بل استحالة التوصل إلى اتفاقات ترضي الأطراف كافة. فالحل ليس فقط صعبا، لكنه أكثر واكبر من معقد. وفيما لم يشأ المسؤول الغربي كشف اوراق التفاوض القائمة حاليا، أشار إلى ان المفاوضات الديبلوماسية التي تتولاها فرنسا من جهة والاميركيين من جهة أخرى تسير على خط متواز وتنسيق كامل في لعب الأدوار، على الرغم من كل الشائعات والتسريبات عن تناقض التفاوض القائم حاليا. فالفرنسيون المصممون على احداث خرق ما على خط الوضع في الجنوب، لم يسدلوا الستارة على الجهود الديبلوماسية التي ينقلها وزير خارجيتهم إلى المسؤولين في لبنان. ففي اقل من اسبوع على زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى العاصمة الفرنسية ولقائه الرئيس ايمانويل ماكرون، ها هو وزير الخارجيّة الفرنسي يعود الى لبنان حاملا ورقة تعديلات على الورقة الفرنسية الاولى التي قدمها الى الجانب اللبناني. فالمسعى الفرنسي الجديد لا يبدو انه دخل قي صلب التفاصيل والتعديلات على الورقة السابقة، انما ما قد تم تسريبه ولو بشكل ضئيل من قبل المراجع الديبلوماسية، حفاظا على سرية التفاوض، ان الورقة الجديدة لحظت بعض التغييرات والتي رفضتها الحكومة اللبنانية لا سيما ما يتعلق بمسألة التراجع 10 او 15 مترا من منطقة شمالي الليطاني. فالقلق الكبير الذي يشعر به المجتمع الدولي إزاء استمرار التصعيد العسكري جنوبا، والرسائل الدولية الداعية إلى تجنيب اي حرب موسعة، دفع الأطراف كافة إلى وجوب التحرك السريع قبل فوات الأوان وعدم الانجرار وراء التصاريح التي تصدر عن المسؤولين في إسرائيل المهددة لاستقرار المنطقة. فأي تحرك او تفاوض او لقاء دولي يجري اليوم أفضل بكثير من الاستمرار في مشاهدة انهيار وتازيم الوضع، بحيث يصعب العودة إلى الوراء لمعالجة الازمات. من هنا فإن القوى الخارجية تحاول وضع تنفيذ القرار 1701 على السكة الصحيحة مع الاخذ في الاعتبار بعض الملاحظات فيه خصوصا ان تعديله امر مستحيل، كما ان اصدار ملحق له يتطلب قرارا جديدا من مجلس الأمن وهذا الامر غير متوفر حاليا… وتشير المعلومات ان سيجورنيه قد يتقدم بورقة تعديلات تتضمن نقاطا عدة في تنفيذ 1701 ابرزها:
– دعوة جميع الاطراف (لبنان واسرائيل) الى الوقف الفوري لمختلف الأعمال الحربية والمسلحة عند الحدود بين لبنان واسرائيل واحترام القوانين المرعية الاجراء. – إعادة التموضع لكافة القوى المسلحة شمال الليطاني من قبل الطرفين من دون تحديد البقعة الجغرافية والمسافة التي يجب التموضع فيها.
– ترسيم وتثبيت الحدود بين لبنان واسرائيل ووضع خط متواز، (هذه المهمة يتولاها هوكشتاين)، وحل مسألة مزارع شبعا عبر الاطر الديبلوماسية والاممية… – العمل والتنسيق مع كافة الأطراف الدوليين بمن فيهم قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني على تنفيذ بنود القرار 1701 والذي يضمن السلام والاستقرار عند الحدود… وفي انتظار ما ستكون الترددات الداخلية على زيارتي المسؤولين الفرنسي والاميركي إلى لبنان، تؤكد المصادر ان لا حل نهائي لكل الصراعات الدائرة في المنطقة من دون مشاركة كل الأطراف الدوليين والاقليميين وتحديدا إيران. فلا سلام عادلا وشاملا من دون موافقة المحركين الأساسيين لهذه الصراعات، الولايات المتحدة وإيران….