أحمد طبارة
ذكر الوزير البريطاني البروتستانتي:
(W.TOMSON)
وضع لبنان سنة 1860
في مقال نشر في لندن تحت عنوان :
(The Land and the book)
شرح فيه تركيبة لبنان حينها حيث قال ان هناك حوالى 400 الف انسان منتشرين في 600 ضيعة وبلدة تجمع ادياناً واثنيات مختلفة مع بعضها حاملة هواجسها ومتناقضة غير مصهورة ببوتقة واحدة فالسنة والشيعة يكرهان الدروز وثلاثتهم يبغضون العلويين النصيريين كذلك لا يخص الموارنة بحبهم احدا وفي المقابل يكرههم الجميع . اما الاورثوذوكس فلا يتحملون الكاثوليك والجميع يكره اليهود ظاهراً ويتعاملون معهم باطناً.
كذلك يضيف الكاتب انه لا يعتقد انه يوجد في العالم جمع من البشر يحمل هذه المتناقضات وهنا يكمن الحاجز الاصعب لتطورهم وتحسين اوضاعهم وآمالهم فلن يتمكنوا ابداً ان يكونوا شعباً واحداً او ان يتفاهموا على موضوع سياسي موحد لذلك سيبقون ضعفاء غير قادريين على حكم انفسهم ومعرضين للاحتلال والضغط من الخارج.
بعد 150 سنة تغير حجم الطوائف فمنها من ترك الوطن لاصطناع كيانات اخرى منها ما كبر حجمه ومنها ما صغر.
لا ادري اذا كان الوزير الانكليزي ينقل حقيقة الواقع عندها لكن ما انا اكيد منه وما يعلمه الجميع كم كان لدور دولته في ذلك الوقت من شأن في الفتنة التي عصفت بلبنان وهجرت نصف اهله.
ربما يعيد التاريخ نفسه، ففي الافق امبراطورية جديدة تريد الهيمنة على العالم وعلى هذه المنطقة بالتحديد وتمزيقها كي تستمر (بشفط) مخزونها النفطي والغازي اللذين لا يزالان اهم مصدر للطاقة في العالم . فنحن نعيش الآن تمزيق العراق وتقسيم السودان وفرط اليمن وتفجير سوريا ولسوف تخرّب هذه الامبراطورية كل ارض او بحر عندنا ان تسربت منه رائحة نفط او غاز.
رغم كل هذه السلبيات هناك فرصة لهذا البلد الصغير (لبنان) لينفذ من هذه اللعبة إذا أخذ أهله قراراً بفرض ارادة العيش الواحد مما سيشكل اكبر طعنة للدولة اليهودية الرافضة لغير اليهود على اراضيها واذا ما اعلن اللبنانيون مسلمين ومسيحيين هذه الارادة سيكون هذا الفعل اقوى من الصواريخ والقنابل الذرية وسيكون للبنان الموحد شرف انهاء الدولة العنصرية اليهودية دون الحاجة الى حروب مدمرة.
عن صفحته على الفايسبوك