بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين صباح الاثنين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، وذلك بعد حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق سكان هذا القطاع الفلسطيني على مدار أكثر من 15 شهرا.
كما بدأ الآلاف المرور بمركباتهم من جنوب قطاع غزة عبر محور نتساريم الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، وقال شهود عيان إن مركبات تحمل نازحين وأغراضهم بدأت بالمرور من المحور عبر شارع صلاح الدين، بعد خضوعها لتفتيش أمني.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت “القناة الـ12” الإسرائيلية أن قوات الجيش بدأت الانسحاب من محور نتساريم، والذي أنشأه جيش الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 تشرين الأول 2023.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال -في بيان- إن الجيش سيسمح بعودة الفلسطينيين مشيا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم، ومن خلال شارع الرشيد (غرب) بدءا من الساعة 07:00 صباحا.
من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سيارات النازحين ستتجه إلى شمال غزة بعد تفتيشها من قبل شركة أميركية خاصة.
تحذيرات إسرائيلية
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من “الاقتراب من قوات الجيش في كل أماكن انتشارها وتمركزها في منطقة جنوب القطاع، ومن معبر رفح ومنطقة محور فيلادلفيا”.
كما حذر من “ممارسة السباحة والصيد والغوص والدخول إلى البحر خلال الأيام المقبلة”.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن قياديا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكد أن الحركة سلمت قائمة تضم أسماء 25 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة على قيد الحياة من بين الـ33 المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر أن الحركة ستسلم ثماني جثث بين دفعة الأسرى المقرر الإفراج عنهم خلال الأسابيع المقبلة، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
وكان نتنياهو قد أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الاول أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن 6 أسرى إسرائيليين، بينهم أربيل يهود التي طالبت تل أبيب بالإفراج عنها قبل السبت المقبل، مقابل السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع.
كما أعلنت قطر أنه في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تسلم حماس أربيل يهود واثنين من الأسرى الإسرائيليين قبل يوم الجمعة المقبل، كما ستسلم 3 أسرى إضافيين السبت المقبل وفقا للاتفاق.
وتتضمن التفاهمات أيضا أن “تسمح السلطات الإسرائيلية ابتداء من صباح الاثنين بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع”.
في الأثناء، أشاد ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، بالاتفاق الذي أعلنت عنه قطر، واصفا إياه بـ”الرائع”، ومشيرا إلى “سعادة ترامب بهذا الإنجاز”. كما شكر ويتكوف “الحكومة الإسرائيلية وجميع المنخرطين في اتفاق غزة”.
من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حكومة إسرائيل ستواصل تطبيق وقف إطلاق النار بشكل حازم في الجنوب والشمال، في إشارة إلى جبهتي غزة ولبنان. وأضاف كاتس أن “من يخالف التعليمات أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل التكلفة كاملة”.
وشدد على أن حكومته لن تسمح بالعودة لما سماه “واقع ما قبل 7 تشرين الأول عام 2023”.
وعلى صعيد آخر، اندلعت خلافات حادة بين عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ووزير الأمن القومي المستقيل اليميني المتطرف إيتمار بن غفير خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
ونقلت صحيفة “معاريف” أن بن غفير قال لأهالي الأسرى إن “الصفقة مع حماس غير شرعية وستجلب كارثة لإسرائيل”، في حين قال ذوو الأسرى إن “هناك وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأبواقا في الإعلام يبذلون جهودهم لإفشال صفقة التبادل”، وأضافوا أن “بن غفير يقتل الأسرى بتصويته ضد الصفقة”.