قمّة التخاذل والفشل!!!

كتب عوني الكعكي:

كم يحزنني أن تنعقد قمّة عربية يحضرها رؤساء عرب، ولا يتجرّأ رئيس أو زعيم منهم أن يقول أو يفعل أي شيء يوقف المجزرة التي ترتكبها إسرائيل عبر جيشها المتوحش والمجرم والجبان في غزّة..

للتذكير لا بد من القول إنّ الشعب الفلسطيني البطل يتعرّض لأبشع جريمة في العالم… لا بل لأبشع مجزرة جماعية، وإخوانه العرب يتفرّجون عليه… والأنكى ان البعض منهم ومن دون أي خجل يتحدّث عن التطبيع مع العدو الاسرائيلي وكأنه إنجاز قومي.

لا شك بأنّ أحداً من المواطنين العرب أو من الزعماء أو المسؤولين أو الرؤساء المشاركين لا يعلم تمام المعرفة ماذا تفعل إسرائيل منذ 8 أشهر… بأصغر مدينة في العالم مساحتها 360 كلم2 وعدد سكانها مليونان ونصف المليون.

وللمناسبة وكي لا أظلم أحداً أقولها بصراحة، إنّ الرؤساء والحكام والزعماء العرب يعيشون في “الفضاء”… وهم ليسوا على هذه الأرض… بينما الشعوب العربية تبكي دماً على ما يُرْتَكب من مجازر بحق أهلنا في فلسطين.

ثمانية أشهر، وآلات الإجرام والدمار والدبابات والطائرات والقذائف التي تصل قوة الواحدة الى تسعماية وسبعة أرطال، تقتل وتفتك بالشعب الفلسطيني.. ولا من مُجير أو مغيث.

والأنكى انه وبعد اغتيال 35 ألف مواطن فلسطيني، %70 منهم أطفال ونساء، وبعد جرح أكثر من 75 ألف مواطن %70 منهم من الأطفال والنساء… والزعماء العرب الأبطال قرّروا الاجتماع في البحرين تحت عنوان “قمّة عربية” لنصرة فلسطين.

واعجباه… أي قمة وأي عرب هؤلاء الذين يتحدث الناس عنهم.

وكي لا أظلم الجميع، لا بد من أن أُحيّد مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي يعمل ليل نهار للوصول الى اتفاق ينهي ويوقف هذه الجريمة بحق الشعب الفلسطيني.

وكي نكون منصفين أيضاً، فإنّ دولة قطر تلعب دوراً كبيراً يفوق حجمها، للوصول الى اتفاق، لإيقاف هذه الحرب المجنونة ضد الشعب الفلسطيني المنكوب..

لو كنت مسؤولاً -لكني لن أكون بكل تأكيد- لدعمت بقوة أبطال عملية “طوفان الأقصى”، وَلقُمْتُ بمعانقة كل واحد منهم فرداً فرداً من دون أي تردّد.

وللتاريخ أقول إنّ ما فعله أبطال “طوفان الأقصى” دخل تاريخ الأمة العربية المشرق، الذي يعتز به كل مواطن عربي أو مسلم في جميع أنحاء العالم.

يكفي أنّ هذه العملية التي قام بها أبطال “طوفان الأقصى” حققت ما يلي:

أولاً: أسقطت مقولة ان الجيش الاسرائيلي هو الجيش الذي لا يقهر…

ثانياً: لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل يسقط 1000 جندي ومواطن خلال ساعتين ويتم أسر 230 شخصاً، وهذه هي المرّة الأولى التي تُصاب إسرائيل بمثل هذه الخسائر البشرية.

ثالثاً: لأوّل مرّة في التاريخ، أبطال “طوفان الأقصى” مجهولو أماكن تواجدهم، والأهم ما جرى منذ يومين في جباليا، حيث أعيد احتلالها مرّة أخرى، إذْ قام أبطال الأقصى بعملية عسكرية انطلاقاً منها لا أحد يعلم من أين أتوا، فقتلوا وجرحوا 50 جندياً إسرائيلياً، ودمّروا 9 دبابات.

رابعاً: لأوّل مرّة في التاريخ لا تعلم إسرائيل أي معلومة عن المخطوفين وذلك منذ 8 أشهر.

خامساً: استطاع أبطال “طوفان الأقصى” أن يحوّلوا الحرب التقليدية الى حرب جديدة لم يعرفها العالم من قبل، إلاّ مرّة واحدة في التاريخ… ألا وهي حرب ڤيتنام التي استطاع أبطال ڤيتنام الفقراء أن يجبروا أكبر وأقوى قوّة في العالم على الانسحاب والهزيمة، بعد ثماني سنوات من الحرب، حيث استعملت أميركا أحدث وأقوى أنواع الأسلحة، ويكفي أن نتذكر قنابل النابالم.

من هنا أقول: إنّ قمة البحرين هي حقاً.. قمّة التخاذل والفشل.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق