في فلك النزوح وتوصياته ومؤتمراته استمرت الحركة السياسية بالدوران في لبنان وخارجه، اذ حضرت في بيروت كما في المنامة التي جمعت القادة والملوك والرؤساء العرب في القمة العربية الثالثة والثلاثين، فيما لبنان “المبتور” رأسه تمثل برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقد طرح في لقاءاته على هامش الحدث، لا سيما مع الامين العام للامم المتحدة هاجسي النزوح والحرب الاسرائيلية على الجنوب، اللذين حضرا ايضا في كلمته في القمة.
تعديل
وعلى الخط نفسه وبعيد جلسة المجلس النيابي امس التي رفعت توصية تساعية للحكومة لتنفيذها، وقعها امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وأحالها على رئاسة الحكومة، لوحظ ادخال تعديل على البند الثامن فيها يتصل “بالتزام الحكومة بالموقف الذي اعلنه رئيسها في الجلسة ونقله للدول والهيئات العاملة بملف النزوح، بأن لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين، وبكل الاحوال لا يستطيع ان يكون شرطيا حدوديا لأي دولة. وان المطلوب تعاون كل الدول لحل هذه المعضلة وتحويل الدعم نحو تعزيز انتقال النازحين وتأمين استقرارهم.
إعلان المنامة
القضايا اللبنانية حضرت إذا في البحرين فاكدت مسودة إعلان المنامة دعم الجمهورية اللبنانية وسيادتها واستقرارها ووحدة اراضيها، وجاء فيه “نحث جميع الاطراف اللبنانية على اعطاء الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والامنية، وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، للحفاظ على امن لبنان واستقراره، وحماية حدوده المعترف بها دوليا، بوجه الاعتداءات الاسرائيلية”.
ميقاتي
وفي مقر اقامته، إستقبل ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قبل الظهر ، قبيل مشاركته في الدورة العادية الثالثة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي بدأت اعمالها ظهرا في البحرين. كما شارك مدير “وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا) فيليب لازاريني والوفد المرافق لغوتيريش. في خلال الاجتماع دعا رئيس الحكومة الى الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على جنوب لبنان وغزة، والانطلاق في معالجة الوضع في جنوب لبنان. وطالب “باستمرار دعم عمل الاونروا في لبنان وتمويلها، لما يشكله هذا الامر من أهمية قصوى في الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان”. كما شدد رئيس الحكومة على ضرورة التعاون الكامل للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الحكومة اللبنانية في ملف النازحين السوريين، انطلاقا من ان الحكومة عقدت العزم على استكمال حل هذا الملف جذريا مهما كانت العوائق والعراقيل.
التزام الـ1701
وفي كلمة القاها في قمة البحرين قال ميقاتي: “يأتي لبنانُ إلى قمة البحرين، على متنِ بحرٍ من الأزمات، تَلْطُمُه أمواجُها من كلِّ جانب، لكنه في الوقتِ نفسِه واثقٌ بأن برَّ العروبة هو الرصيفُ الوادعُ الذي يحميه من أخطارِ العواصف”. وجدد “التزام لبنان قرارات الشرعيّة الدوليّة”، وطالب بـ”الضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا المحتلّة ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البريّة والبحريّة والجويّة، والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة”. وامل في “ تفعيل عمل لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا بما يُساعد على تحقيق رؤية عربيّة مُشتركة مُتّفق عليها، وبلورة آليّة تمويليّة لتأمين الموارد اللازمة لتسهيل وتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم”. وشدد على أن “اللبنانيين يعوّلون جدًّا على الدور الفعال للأشقاء العرب، ولا سيما أعضاء اللجنة الخماسية، من أجل مساعدة القوى السياسية اللبنانية على إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
الرابطة تناشد
بدورها، وعشية التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر بروكسيل الثامن بتاريخ 27 ايار 2024، بعنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، ناشدت الرابطة المارونية “الحكومة اللبنانية ان تربط مشاركتها في المؤتمر الذي سيعقد في 27 الجاري، بالموافقة المسبقة على ان يكون “ملف ازمة النازحين السوريين في لبنان” بندا رئيسيا في جدول اعمال المؤتمر لتتم مناقشته، واعلان قرارات بشأنه، على ان تُعرض امام المؤتمرين الثوابت اللبنانية بالتأكيد ان لبنان هو وطن نهائي لجميع ابنائه وليس بلد لجوء والتأكيد على استمرار الرعاية الدولية لملف “النازحين السوريين المسجلين على لوائح مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين” لحين اقفال هذا الملف ضمن فترة قصيرة.