الشرق – توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة لمناسبة رأس السنة الهجرية، الى «الأخوة المسيحيين الأحبة»: «نحن عائلةٌ لبنانية خبزُها محبةُ المسيح ورحمةُ محمد، والكنيسةُ جارة المسجد، ووهب المسيحي عنوانُ المثال التاريخي للفداء الممزوج بدماء الامام الحسين، ولن نفرط بالمسيحية وثقلِ وجودها وشراكة العمر التاريخية بيننا». أضاف: «قناعتُنا أن لبنان لا يقوم إلا بالمسلم والمسيحي، والتراث الديني والأخلاقي أكبر ثروةٍ للتلاقي الإسلامي المسيحي، وصلاةُ المسيح ومحمد عنوانُ قداستِنا، والقنديل الممسوك بيد السيدة الزهراء والسيدة مريم صراطُ طريقنا، وكذا شراكتنا الوطنية، ولذا كرّسنا القيمة الوطنية للعائلة اللبنانية».
وجدد التأكيد انه لا «بد من تسوية رئاسية تعكس شراكتنا التوافقية، بعيدا عن منطق «غالب ومغلوب»، «وأكثرية وأقلية»، لأن هذا البلد يعيش بالمحبة والإلفة لا بالغلبة والاستئثار (… )»، وقال: «ما نريده الآن تسوية رئاسية بحجم عائلتنا اللبنانية فقط، ومجلس النواب يمثّل كل القوى السياسية، والرئيس نبيه بري في هذا المجال فرصة تاريخية في التسويات، فهو الشخصية القادرة على ابتكار حلولٍ بحجم مصالح العائلة اللبنانية، وما يطلبه الثنائي الوطني في هذا المجال عينُ المصلحة الوطنية، وكما تمرّ المصلحة الوطنية بالثنائي الوطني أيضاً تمرّ بباقي القوى اللبنانية، بل يجب أخذ التضحيات السيادية التاريخية للثنائي المقاوم بعين الاعتبار (…)».
وختم قبلان: «الشراكة الوطنية ليست صفقة زِواج، والبلد ليس للبيع، والحياد بالمصالح السيادية تضييع للبنان، والمسجد والكنيسة أكبر ضمانات استقرار لبنان ووجوده».