قاسم: رئيس الجمهورية لا يمكن أن يعطي إسرائيل مكسباً واحداً

الأمور بيننا وبين الرئيس المكلّف سالكة والتعقيدات ليست عندنا

الشرق – أكد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، «ان على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يوما ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة، وأي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة والدول الراعية»، معلنا «نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسبا حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها». وقال في كلمة متلفزة حول آخر التطورات: نحن متأكدون أن فخامة الرئيس جوزاف عون لا يمكن أن يعطي إسرائيل مكسبا واحدا وهو الذي أعطى التعليمات للجيش بالوقوف إلى جانب الشعب في زحفه جنوبا. واستمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال الشعب والجيش والدولة والمقاومة. وإذ أعلن قاسم «ان الأمور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات»، وقال: «ان نحن تصرفنا بحكمة لأننا نريد بلدًا وحكومة وتعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام وتعقيدات التأليف ليست معنا. ولفت الى إن «العدوان على لبنان كما غزة، كان عدوانا بدعم عالمي أميركي غربي لا يخضع لقوانين ولا يراعي حرمة، يقتل البشر ويدمر الحجر والشجر والحياة بلا ضوابط»، ولفت الى ان «هناك فارقا شاسعا بين القدرة العسكرية الإسرائيلية الأميركية الضخمة وبين قدرة المقاومة». ولفت الى انه «مهما راكمت المقاومة من قدرات، يجب أن نعترف ونكون واضحين جدا، يوجد تفوق عسكري استثنائي إسرائيلي أميركي في مقابل القدرات العسكرية الموجودة عند المقاومة»، وقال: «في المقابل، المقاومة خيار، خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال ومواجهة أطماعه، وتحرير الأرض المحتلة». واكد «نحن أقوى بإيماننا وخيارنا وحقوقنا من احتلالهم وعدوانيتهم»، واعتبر انه «من الخطأ أن نركز على القوة العسكرية كمقارنة بل يجب أن نركز على قوة الإيمان والالتزام والإرادة والمقاومة والمواجهة والتضحية والقدرة على تحمل كل الصعوبات في مواجهة إسرائيل».
وقال: «نحن اقوى بايماننا وخيارنا وحقوقنا من احتلالهم، ونحن استعدنا حضورنا بقوة الايمان وعزيمة المقاومة».
ولفت الشيخ قاسم الى انه «النتيجة كانت انسداد الأبواب أمام العدو الإسرائيلي، فلم يستطع أن يتقدم على الجبهة ولم يتمكن من إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان ولم يتمكن من إنهاء المقاومة واستمرت قوية في الجبهة مع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وخسائر في كل الكيان الإسرائيلي»، وأشار الى انه «لا أمن ولا استقرار مع تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعملية ونفسية وهذا كله كان يبرز في الميدان»، وذكر انه «أمام هذا الاستنزاف وأمام هذه المراوحة، جاء طلب إسرائيل من خلال أميركا بوقف إطلاق النار»، وتابع «وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، وهذا انتصار، سجلوا هذا نصر».
ووجه قاسم خطابه الى «جمهور المقاومة ، بيئة المقاومة المباشرة»، وقال: «بعض هذا الجمهور لديه تساؤلات وتفاجأ بما حصل، وهذا حق مشروع، إذ أن الحادث كان كبيراً جداً والحرب كانت كبيرة جدا». واوضح ان «بعض النتائج لم تكن متوقعة، ومن الطبيعي أن تحصل هناك أسئلة. سأوضح الإجابة عن هذه الأسئلة: الإمكانات التي راكمناها كمقاومة، لدينا صواريخ وطائرات مسيرة والمناورات التي أبرزت قوتنا الاستثنائية»، واضاف «ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل عسكرياً بالضربة القاضية إذا حصلت معركة بيننا وبينها واعتبروا أن هذه القوة كافية لهزيمة إسرائيل عسكرياً، وهذا كان موجوداً في العقل الباطني». ولفت الى ان «جمهورنا لم يتوقع أن نخسر هذا العدد الكبير من القيادات وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة في فترة زمنية قصيرة وبانتشار كبير، لم يتوقعوا أن يحصل هذا وحتى نحن لم نتوقع»». وتحدث عن «الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجهت للمقاومة»، واشار الى ان «هذه ثغرة كبيرة جداً، ونحن نجري الآن تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة». وعن وقف إطلاق النار، قال الشيخ قاسم «وافقنا على وقف إطلاق النار لأنه معتدى علينا والمعتدي طلب أن يوقف اعتداءه بشروط»، مضيفا: «نحن وافقنا لأننا لا نريده بالأصل ولم نقرر الحرب ابتداء ومن الطبيعي أن نقبل بوقف إطلاق النار، بصرف النظر عن بعض الشروط التفصيلية».
واوضح «وافقنا على الاتفاق على قاعدة وقف إطلاق النار لأن الدولة قررت التصدي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل»، ورأى ان «هذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي»(…)». ولفت الشيخ قاسم الى انه «مع الاتفاق، أصبحنا في مرحلة جديدة، التزمنا كحزب الله ومقاومة إسلامية وكل المقاومين معنا التزمنا بالكامل بعدم خرق الاتفاق»، وقال: «لكن إسرائيل خرقت الاتفاق حوالي 1350 مرة جوّاً وبراً وبحراً، سواء بالقصف أو الاعتداء أو تدمير البيوت أو تدمير الحياة»، واضاف «نحن التزمنا كحزب الله وكان هناك تداول بيننا وبين السلطة السياسية بشكل دائم». واشار الى انه «في مرحلة من المراحل، فكرنا أن نرد على الخروقات، لكننا اعتبرنا أنه من الأفضل أن نصبر قليلا رغم حالة الشعور بالمهانة لان إسرائيل تصرفت بطريقة فيها إزعاج ومحاولة انتقام، لكننا التزمنا، وإسرائيل لم تلتزم»، وقال «اعتبرنا أن الستين يوماً ستمر وبصبرنا وإن شاء الله سيكون الوضع أفضل. الحمد لله، مشهد العودة الذي كان أثناء الاتفاق يعني في 27 تشرين الثاني». من جهة ثانية، بارك الشيخ قاسم «للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته في غزة والضفة الغربية، وأراضي 48، على إنجاز وقف إطلاق النار»، معتبرا «ان «هدف طوفان الأقصى تحقق بعودة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد على المستوى العام في العالم، حتى في الغرب وثبتت مشروعيتها واستمراريتها، وها هي تحرر أسراها، وهذا انتصار حقيقي للشعب الفلسطيني».
وتحدث قاسم عن اغتيال «الشهيد القائد الشيخ محمد حمادي، مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله»، واكد «اغتالته الأيدي الغادرة في تلك المنطقة، تتوجه الأنظار إلى الصهاينة، ولكن لم يكتمل التحقيق بعد، لكن هذا هو المرجح، على كل حال، هذا الشهيد القائد هو واحد من هذه القافلة العظيمة التي قدمت لمصلحة الإسلام».