نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن العملية العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تهدف لمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تنظيم صفوفها هناك.وأضاف المسؤول أن حماس تهاجم جنود الجيش الإسرائيلي من فوق الأرض وتحتها، وفق تعبيره.
وقالت الصحيفة إن المعارك في الشجاعية أظهرت مدى الصعوبة التي باتت إسرائيل تواجهها في تحقيق أحد أهدافها المعلنة من الحرب، وهو القضاء على حماس في قطاع غزة.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد أكدت أن حماس تمكنت من إعادة تأهيل نفسها عسكريا وماليا في الشجاعية بعد العملية السابقة للجيش الإسرائيلي في المنطقة. ونقلت عن مصدر عسكري في الجيش قوله ان حرب الشجاعية كشفت ان حماس اعادت التموضع في عشرات المواقع التي كانت احتلتها في الشجاعية.
وفي الفترة الأخيرة، تغيرت نبرة عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بشأن واقعية هدف تدمير حماس ومقدراتها.
فقد قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في 19 يحزيران الماضي إن الحديث عن تدمير حماس “ذر للرماد، وطالما لم تجد الحكومة بديلا لحماس فالحركة ستبقى، قبل أن يسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على ذلك.
ولفت هاغاري -في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية- إلى أن حماس فكرة وحزب، وأنها مغروسة في قلوب الناس، ومن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ، وأكمل قائلا “هي فكرة لا يمكن القضاء عليها، فالإخوان المسلمون موجودون في المنطقة”.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت قوله إن حركة حماس “فكرة ستقاتلها إسرائيل لسنوات عديدة قادمة”.
وأضاف الوزير السابق في مجلس الحرب -الذي حله رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بعد استقالة بيني غانتس وآيزنكوت- أنه “لا يمكننا أن نعد بتحقيق نصر قريب على حماس ثم نلوم الجيش على عدم إنجاز ذلك”، مشددا على أن هدف الحرب ليس إنهاء حماس تماما، بل تدمير قدراتها العسكرية والحكومية.
من جانبه اكد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن أنه “المقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن بشأن غزة يمكن تحقيقه، وحماس الوحيدة هي التي رفضت عرض الرئيس بايدن، ونحن نعمل عبر حلفائنا القطريين والمصريين من اجل غلق الفراغات بشأن اتفاق الهدنة مع غزة”.
واشار بلينكن في تصريح له، الى اننا “ما زلنا ننتظر لنرى ما إذا كان الاسرائيليون سينهون اجزاء واسعة من العملية العسكرية في غزة”، واكد أنه “لا يمكن ترك غزة بلا حكم ونعمل مع حلفائنا العرب خلال الشهر الماضي لوضع خطط لمستقبل غزة”. وشدد على ان “الفراغ في غزة يعني اما استمرار الاحتلال الاسرائيلي او استمرار سيطرة حماس او الفوضى، وهذا امر غير مقبول”. وتابع “لم نر ما يكفي من اسرائيل بشأن مستقبل قطاع غزة، ولا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا اخرى فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب”. ولفت الى ان “طهران لا تريد حربا لأنها لا تريد رؤية حزب الله مدمرا، وتفقد ورقة اخرى في المنطقة، بالمقابل اسرائيل لا تريد الحرب في لبنان لكنها مستعدة لذلك”. واكد أن الهدنة في غزة في مصلحة اسرائيل الإستراتيجية.
وحول الوضع في اوكرانيا، اعتبر بلينكن باننا “امام نجاح هائل بالأخذ بالنظر ما لم يستطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذه في أوكرانيا، وهناك نحو ثلاثين دولة تعمل على اتفاقيات أمنية طويلة الأمد مع أوكرانيا لجعلها رادعة لبوتين”.
واشار وزير الخارجية الاميركي الى ان مستويات التصدير من موانئ أوكرانيا عادت لتكون قريبة من مستويات ما قبل الحرب، وهذا يعني ان الاقتصاد الاوكراني يملك آفاقا كبيرة مستقبلا. واكد أن الهدف الرئيسي الان هو التركيز على مستقبل تحالف الناتو، ويجب تذكر قوة الدفاع الجماعي لأنه كان رادعا لقيام الحرب. وسأل “من كان يتخيل ان تكون فنلندا والسويد جزءا من الناتو قبل عامين”.
ولفت بلينكن الى ان “مشاركة دول شرقي اسيا في قمة الناتو يؤكد كيف يرى الاوربيون ارتباط القضايا مع الدول الآسيوية، وكما قال رئيس الوزراء الياباني فان ما يحدث في أوروبا اليوم سيحدث في اسيا غدا”. ورأى بان الصين تريد ان تقود العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا والقوة المهيمنة، ولكن رؤيتهم للمستقبل مختلفة عنا وسننافسهم بقوة لإعادة تشكيل ذلك المستقبل.