قال القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك إن الولايات المتحدة لم تكن تواجه إبان الحرب الباردة سوى دولة واحدة هي الاتحاد السوفياتي، لكنها اليوم تواجه خصوما أكبر وأقوى عبر جبهة أوسع بكثير.
وفي مقال نشرته له صحيفة “يو إس توداي” الأميركية بالتزامن مع انعقاد قمة دول الناتو السنوية التي تستضيفها واشنطن العاصمة احتفالا بمرور 75 عاما على تأسيس الحلف، قال كلارك (أميركي الجنسية) إن على الأميركيين أن يدركوا أن “أصدقاءهم” في أوروبا خائفون بسبب الحرب المستعرة في أوكرانيا منذ عامين، وتلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي، والتحالف الناشئ بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية الذي يستهدف أميركا “المنشغلة” بانتخابات رئاسية “شرسة” وتحزبات “مريرة”.
وأضاف “حلفاؤنا الأوروبيون يتطلعون لإشارة تدل على وجود قيادة أميركية قوية، لا تكتفي بإطلاق خطب رنانة فقط”، لافتا إلى أن أمام الولايات المتحدة فرصة لإثبات قوتها بعد أن أجازت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ مؤخرا قانون إقرار الدفاع الوطني الذي يحدد ميزانية ونفقات وزارة الدفاع الأميركية. ومع ذلك، فإن قائد الناتو السابق يعتقد أن هذه الفرصة لن تتحقق إلا بتخصيص مزيد من الاعتمادات بموافقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ولكن هل واقع الحال في الولايات المتحدة يتيح لها ممارسة الدور الريادي الذي طالما اضطلعت به في الناتو خلال الحقب الماضية؟، تتساءل الصحيفة.
في الحقيقة، كان كلارك صريحا عندما قال إن مصالح أميركا العالمية وإستراتيجياتها وقدراتها الدفاعية “غير متوازنة إلى حد كبير”، وهو أمر “لا يخفى على خصومنا أو حلفائنا في الناتو وشرق آسيا” الذين يرون “تصريحاتنا الشجاعة تجاه الصين، في وقت تتقلص فيه قواتنا البحرية، وتبحر السفن بدون أطقم كاملة العدد”.
ويضيف أن هؤلاء الخصوم أو الحلفاء يرون معا أن “قواتنا المسلحة المتقلصة” تتحرك جيئة وذهابا “من تدريب إلى تدريب على معدات عتيقة، وتحاول جاهدة استيعاب الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا وتنفيذها على أرض الواقع”.