كتب عوني الكعكي:
جرت العادة منذ عام 1948، أي منذ يوم اغتصاب فلسطين من قِبل الاسرائيليين، ان يلقي رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي كلمة خلال لقاء صحافي يذكر فيها الانجازات التي تحققت خلال مدة ولايته.
اما هذه السنة، وكما علمنا، فإنّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو سوف يمتنع عن الكلام بحجة أنّ حرب غزّة هي أولوية عنده، لذلك فإنه مشغول في الحرب ولن يلتقي أحداً.
الحقيقة ان أبطال “طوفان الأقصى” غيّروا التاريخ، ويكفي ان هؤلاء الأبطال قد تسببوا بخوف عند رئيس حكومة العدو الاسرائيلي، لأنه يخشى أن يلتقي بشعبه اليهودي، خصوصاً ان كل الأهداف التي رفع شعارها فشلت فشلاً ذريعاً، ولم يتحقق منها شيء…
ولنبدأ بالبند أو الهدف الأول وهو القضاء على حركة حماس عسكرياً… وهو بندٌ لم يتحقق أبداً.
البند الثاني: تحرير الأسرى وهو لم يتحقق أيضاً.
وبما ان رئيس الحكومة نتانياهو فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي هدف أعلنه، لذلك فإنه فضّل هذه السنة السكوت وعدم إجراء المؤتمر الصحافي الذي اعتاد عليه أي رئيس وزراء إسرائيلي منذ اغتصاب فلسطين.
فيوم غد الأربعاء يصادف، حسب التوقيت الصهيوني، ما يسمى بـ”عيد استقلال إسرائيل” الذي هو في الحقيقة يوم اغتصاب فلسطين، الذي أدّى الى نكبة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عام 1948 وحتى اليوم.
وما يدعو للدهشة انه ولأوّل مرّة لن يلتزم رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بتقليد سنوي متّبع منذ ابتداع الدولة العبرية، وهو إجراء مقابلة صحافية بهذه المناسبة يعرض خلالها تقييماً للوضع العام.
نتانياهو يبرّر قراره بعدم إجراء المقابلة التقليدية بالادعاء بانشغاله بمتابعة التطورات بسبب دخول الجيش الاسرائيلي رفح… ولكن الرجل يكذّب نفسه، حينما يخصّص وقتاً غير قليل لإجراء مقابلة باللغة الانكليزية مع وسيلة إعلام أجنبية. الاستنتاج السائد داخل إسرائيل هو أنّ نتانياهو ليست لديه أجوبة على الأسئلة المحرجة المتوقع طرحها عليه. فلائحة الاسئلة طويلة، وهي لم تعد مجهولة… حيث ان الاعلام العبري بدأ بمناسبة اقتراب ما يسمّى بـ”عيد الاستقلال” يطرح أسئلة الحساب العسير، وهي أسئلة محرجة لنتانياهو، ويمكن تلخيصها بأربعة أسئلة عنوانها الأساسي: أسئلة الحساب العسير، وهي:
السؤال الأول مفاده أنّ آخر استطلاع جدّي، أظهر ان ثلث الاسرائيليين باتوا مقتنعين بأنّ عليهم مغادرة إسرائيل، لأنها لم تعد مكاناً صالحاً لبقائهم فيها. وكأنّ هذا الاستفتاء هو الضوء الأحمر الذي يشير الى خلل بنيوي يهدد وجود الدولة العبرية.
السؤال الثاني يمكن استنتاجه من الاستطلاعات التي أظهرت أن ثقة الشعب الاسرائيلي بجيشه تراجعت عدة نقاط، وهي مستمرة بالتراجع. هذه الثقة التي طالما أدّت دوراً هاماً وأعلى مستوى جعل المستوطنين والمهاجر اليهودي يأتي الى إسرائيل لاطمئنانه على مستقبله.
السؤال الثالث له مجريات مباشرة بحرب غزّة، وما وصلت إليه بعد نحو 7 أشهر من اندلاعها. ومفاده أنه كيف يمكن للاسرائيليين أن يقتنعوا أنهم انتصروا أو انهم في طريق القضاء على “حماس” وسحقها؟ كما وعدهم نتانياهو. وما حدث قبل يومين في خان يونس وفي مناطق أخرى أكبر دليل. فخان يونس احتلت منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 3 مرّات قبل اليوم، وقبل يومين لم يجد نتانياهو تفسيراً لإعلانه احتلال خان يونس مجدداً. لقد ادعى بأن خان يونس باتت خالية من “حماس”، وها هو يعلن اليوم العودة إليها بحجة وجود “حماس” فيها.
السؤال الرابع يتعلق بالجبهة الشمالية مع لبنان… لقد أثار وزراء نتانياهو هذا السؤال الذي وجهوه الى رئيسهم الذي أجاب: لا تفكروا بهذا الأمر… دعونا نركز اليوم على رفح.
لا أجوبة على أسئلة الحساب السريع هذه… فنتانياهو بات في مرحلة الهروب، ومحاولة إعاقة وقف إطلاق النار… والتهرّب من مواجهة شعبه ومصيره إما بالسجن بعد المحاكمة أو القتل.
اعتذار
خطأ فني سببه “الكومبيوتر” تسبب بشطب مقدمة الافتتاحية أمس…
ومن حرصنا على الدقة ومحاولة الابتعاد عن الأخطاء نعتذر من القراء ونعيد نشر ما حذفه الكومبيوتر:
هذا السؤال يتردد كثيراً في جميع الأوساط الى ان فوجئ العالم كله بأنّ آية الله الخميني كان يسكن في النجف هارباً من شاه إيران حيث كان الشاه محمد رضا بهلوي يريد القضاء عليه..