حذرت فرنسا إسرائيل امس من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بسبب خروقاتها المستمرة للاتفاق، بما في ذلك ارتكابها خلال الـ24 ساعة الأخيرة 52 خرقا ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين لبنانيين.
وقالت فرنسا إن مسيرات إسرائيلية حلقت خلال الساعة الأخيرة مجددا على ارتفاع منخفض فوق بيروت».
الخروقات
وعلى الارض تواصلت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار في اليوم الخامس من بدء سريانه، بما بات يثير مزيدا من المخاوف على استمراره . ويفترض ان يشهد هذا الأسبوع تطورا أساسيا لتثبيت وقف النار من خلال انطلاق عمل لجنة الرقابة الخماسية على اتفاق وقف النار بعد اكتمال أعضائها بوصول الجنرالين الأميركي والفرنسي بالإضافة الى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل في اللجنة . وهو الامر الذي سيضع الانتهاكات المتواصلة للاتفاق في عهدة اللجنة لوقفها والمضي في تنفيذ إجراءات الاتفاق كافة.
إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات. ولاحقا اغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية جنوبا ما ادى الى مقتل شخص وجرح اخرين.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون جنوب لبنان. وأفاد مواطنون عن سماع غارة عند ساعات الفجر على اطراف بلدة شقرا جهة حولا. كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة. واستهدف بالرشاشات ليلا بلدة مارون الراس وعددا من احياء مدينة بنت جبيل، منعا للاهالي الذين يسعون لتفقد منازلهم وارزاقهم. وترافقت الاعتداءات مع استمرار اطلاق التهديدات العدوانية لمنع الاهالي من الدخول الى القرى والبلدات المتاخمة للخط الازرق. واعلن الجيش الإسرائيلي انه يمنع التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة 5 مساء وحتى الساعة 7 صباحًا يوم غد.كما حظر على سكان عدد من القرى الانتقال جنوبًا إلى خطها ومحيطها حتى إشعار آخر.
بن سلمان وماكرون
من جهة ثانية نقل عن مصدر في الرئاسة الفرنسية، أن أزمات المنطقة وعلى رأسها لبنان ستكون حاضرة بقوة في مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون إلى السعودية بين 2 و4 من كانون الأول. وذكر المصدر بدور المملكة في اللجنة الخماسية التي هي عضو فيها والتي تجتمع منذ عامين وتدعم جهود الموفد الرئاسي جان ايف لودريان للخروج من الأزمة الدستورية في لبنان، وهذا موضوع سيحضر في مباحثات الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي. ولفت المصدر الى أن اللجنة ترحّب بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديد جلسة في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا بد من التسريع بهذه المسيرة، الامر الذي يشكل عنصر استقرار وسيادة.
كما رأى المصدر أن الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار واستعادة سيادة لبنان على أراضيه، وإعادة انتشار قوات الجيش اللبناني، مؤكدا استعداد باريس الكامل في تقديم دعمها على صعيد وطني ودولي بهذا الخصوص.
بري وقاليباف
مستجدات سوريا وتطورات لبنان حتّما إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف برئيس مجلس النواب نبيه بري تداولا خلاله بالاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.
تفاؤل رئاسي
سياسياً، قال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور: ان هناك مسعى متجددا للوصول الى حل في مسألة رئاسة الجمهورية. وتمنى ان يقود الى إنتاج تفاهم حول رئاسة الجمهورية إضافة الى تفاهمات أخرى، لاننا كلبنانيين نحتاج الى التفاهم بشكل مشترك على المرحلة القادمة، وتحاشي التوتّرات والخطاب السياسي المرتفع والوصول الى تفاهم وطني يستخلص العبر من الذي حصل في الحرب الإسرائيلية العدوانية ويحاول ان يبني بين اللبنانيين بشكل مشترك.
جلسة جدية
أكد النائب الياس حنكش أن «بالنسبة لحزب الكتائب وللمعارضة، لم تكن أي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية غير جدية، والدليل على ذلك أننا في كل جلسة كان لنا مرشح، ففي 11 جلسة متتالية كان مرشحنا النائب ميشال معوّض، وفي الجلسة الـ12 الأخيرة كان مرشحنا جهاد أزعور وبالتالي، ستكون جلسة 9 كانون الثاني بغاية الأهمية والجدية.»
وأشار حنكش عبر صوت لبنان إلى أن «الكتائب والمعارضة تعقد اجتماعات مفتوحة مع الأفرقاء السياسيين للمضي قدمًا في انتخاب رئيس، وذلك لخرق الجمود الرئاسي الذي كان مقصودًا واستفاد منه حزب الله طوال فترة الحرب.»
في حارة حريك
في الغضون، قام عدد من النواب بجولة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضح النائب ألان عون من حارة حريك، أن «المهمّ اليوم أن نستمرّ رغم كلّ المآسي، والوحدة الوطنيّة ليست شعاراً فقط إنّما مُمارسة». وقال: «نجدّد إرادتنا بالبقاء في هذه الأرض».
من جهته، رأى النائب فادي علامة أن «التحدي كبير أمام نواب المنطقة»، مشددا على أن «دورنا أساسي للعمل مع المؤسسات الدولية والحكومة لإنجاز خطّة سريعة لتأمين عودة النازحين إلى منازلهم». اما النائب علي عمّار فقال: «لبنان وطن الرسالة ويجب أن نُحافظ على وحدتنا الوطنيّة التي تجلّت في استضافة الشعب للنازحين كما رأينا في هذه المرحلة».