لارا يزبك
الشرق – أكدت مواقف رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من بكركي اول امس، ان الجولة السياسية التي يجريها سفراء الخماسي والمساعي التوفيقية التي يضطلع بها تكتل الاعتدال الوطني، بلا أفق. حتى ان ما أعلنه، يمكن القول انه أعاد الملف الرئاسي الى المربع الاول.
فرنجية قال «تعهّدنا منذ اليوم الأول لانتخاب البطريرك الراعي بأن نخبره بكلّ شيء وبكلّ صراحة». أضاف «كلّ ما يُحكى يعني مَن يقولونه ولكن لا يعنينا. والزيارة اليوم كانت صريحة وواضحة مع البطريرك». تابع «قاطعنا لجنة تجتمع برعاية بكركي لكن لم نقاطع بكركي. نحن منفتحون على كلّ حوار ونعمل جميعاً من أجل أمان المسيحيين وليس أمنهم كما يطرح البعض وهذا لا يتحقّق بالتخويف وخلف المتاريس». وقال «أيّ حوار تتمّ دعوتنا إليه بطريقة رسميّة نحضره أما الحوارات الثنائية التي تُعقد للتطويق فلا نحضرها». الا ان لب حديثه تمثّل في ما يلي «التمنيات شيء والواقع شيء آخر، ولا أرى أن ترشيحي يضرب العملية الديموقراطيّة بل يكرّسها».
فرنجية إذاً، مستمر في ترشيحه. وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ»المركزية»، فإن الثنائي الشيعي، وطالما رئيس المردة لم ينسحب، سيبقى يدعمه ويخوض معركة ايصاله الى قصر بعبدا، وهذا يعني ان لا مرشح ثالثا و»لا مَن يحزنون».
لا شيء سيتغيّر في خندق 8 آذار لأن فرنجية باق في السباق. في المقابل، الفريق المعارض لن يصوّت لرئيس المردة، لو مهما كان الثمن، وأركانه يؤكّدون ذلك في كل مواقفهم، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، مثلا، قال خلال استقباله السفراء الاربعاء «هناك طريقتان بالنسبة لنا للخروج من الشغور، إما الاحتكام للتصويت او اعتماد التوافق وترجمته بالتصويت، والمشكلة أن حزب الله يعطل الطريقتين فهو يعطّل الجلسات كما يعطّل النقاش بمرشحين آخرين لأنه متمسك بمرشحه. وسأل «هل المطلوب منا الاستسلام؟ لن نقبل أن يُفرض على لبنان من قبل حزب الله رئيس جديد، ولن نقبل بناطق رسمي باسم حزب الله لأن هذا يؤذي لبنان ويحوله الى دولة تابعة لإيران، ما سيؤدي الى مزيد من الخراب». الامور إذا لا تزال تراوح مكانها، وجولة الخماسي انتهت الى لا شيء وفي الايام المقبلة، تتابع المصادر، من غير المستبعد ان تلقى مبادرة الاعتدال، المصير الاسود فتصل الى الحائط المسدود لان عدم انفتاح الثنائي على فكرة المرشح الثالث، يعني ان لا حاجة لا للحوار الذي يطرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا للمشاورات النيابية التي يقترحها «الاعتدال». مِن حقّ فرنجية ان يترشح تختم المصادر، وترشُحه في صلب اللعبة الديموقراطية طبعا، الا ان ما ليس طبيعيا هو ان يتم نسف هذه اللعبة من خلال «فرض قبول كل الاطراف بمرشّح معيّن وإلا لا انتخاب»!