الجمود الذي يسود الوضع السياسي الداخلي مفسحاً المجال لتطورات الامن الجنوبي مرشح للتمدد حتى نهاية الاسبوع المقبل، تخرقه يوم الاثنين زيارة الرئيس القبرصي الى بيروت للبحث في ملف المهاجرين غير الشرعيين الذي كاد يخلق اشكالية بين الدولتين. أما الملف الرئاسي فيحضر في فرنسا مع زيارة الموفد القواتي النائب بيار بوعاصي اليها، في حين تتسم زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بطابع سياحي خاص على ما افادت المعلومات.
غارات ورَد
وواصل الطيران الحربي الاسرائيلي شن غاراته التي امتدت من الحدود في الناقورة صعودا الى محيط قلعة ارنون الشقيف وووصولا الى السلسلة الشرقية في البقاع .
في المقابل، أعلنت “المقاومة الإسلامية” في سلسلة بيانات استهداف موقع المالكية وموقع جل العلام وانتشارا لجنود العدو بين الموقع ومستعمرة شلومي، ونفذت هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على تجمع مُستحدث لجنود العدو وآلياته خلف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وأصابت هدفها بدقة”.
كما أصدرت المقاومة بيانا اكدت فيه انه رداً على اعتداءات العدو على منطقة البقاع، استهدفنا مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.
وكانت المقاومة قد اعلنت اسقاط مسيرة هرمز 900 واعترف العدو بالحادثة.
مَن يتحكم بالوطن؟
سياسياً، أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمة خلال إفطار نظمه نائب رئيس التيار ربيع عواد في جبيل الى أن ميزة لبنان هي بتطبيق الشراكة الفعلية والمناصفة واحترام الدستور وتطبيق القوانين التي نتوافق عليها وهي التي تنظم علاقتنا وحياتنا المشتركة. وأشار الى أن “المقاومة هي واحدة من عناصر قوة لبنان اضافة الى الجيش والشعب والشراكة ومتى استطعنا المحافظة على كل هذه العناصر عندها فقط نستطيع المواجهة”، معتبرا أننا “لا نستطيع أن نواجه اسرائيل في حال كنا منقسمين ومشتتين حول مفاهيم اساسية”، واضاف: “لا اعرف كيف سنفوز على اسرائيل والدولة اللبنانية في انهيار والوضع الاقتصادي سيئ ومؤسساتنا متحللة ووحدتنا الوطنية مهددة وشراكتنا على المحك”، لافتا الى أن “من يعتبر انه يستطيع ان يتحكم بالمواطنين وفي الوقت نفسه يريد الفوز على اسرائيل هو واهم”. واعتبر باسيل أن “المحافظة على الوحدة الوطنية والدولة والمؤسسات هي من الامور البديهية وأن يكون للبنان رئيس يستطيع أن يكون قويا للمقاومين في وجه أي اعتداء سواء كان ناجما عن الارهاب أو عن اعتداء اسرائيلي”، لافتا الى أنه “في ظل الوضع القائم على الحدود والحرب الناشبة هناك يجب ان تكون أولويتنا إنتخاب رئيس للجمهورية وليس انتظار انتهاء الحرب في غزة وبعدها الحرب في الجنوب لنعود بعدها الى التفكير بإنتخاب رئيس”، متسائلا “من المستفيد من ذلك؟ وماذا ننتظر؟ مجيء التسوية الكبرى التي تفرض علينا رئيساً للجمهورية”.
قاعدة إيرانية
في المقابل، أشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني إلى التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المترتبة على المواجهات التي يشهدها جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل والتي “جاءت من دون استشارة اللبنانيين أو قرار من السلطة الشرعية” بل ويرى حاصباني أنّ حزب الله يعمل كقاعدة عسكرية تأتمر بإيران وهي من يتخذ قرار التصعيد أو التهدئة مع إسرائيل. وفي مقابلة مع bbc عربي، شدد حاصباني على أنّ الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة التي تتمتع بشرعية حمل السلاح . وفي ما يتعلق بالشغور الرئاسي قال إنّ الطريقة المثلى لتخطي عقبة الأزمة السياسية الحالية في بلاده تتمثل في اللجوء لمجلس النواب وتطبيق النص الدستوري من خلال التئام أعضائه وفقا للنص الدستوري وتحقيق النصاب المطلوب وانتخاب الرئيس. أضاف حاصباني أنّ إصرار الأطراف الممانعة على إجراء حوار سياسي بشأن ملء الشغور الرئاسي قبل الذهاب للمجلس يرمي إلى التوصل لاتفاق على مرشح” أو فرض لمرشحها على الآخرين وتأكيده قبل الذهاب إلى المجلس” على حد رأيه.
كوكايين بالملايين
من جهة ثانية، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان “بنتيجة الاستقصاءات والتحريات، توصلت شعبة المعلومات الى معطيات مؤكدة حول قيام إحدى الشبكات الدولية بتهريب كمية كبيرة من الكوكايين من دولة الإكوادور الى لبنان، عبر إخفائها في داخل شحنة من الموز. وبنتيجة المتابعة، تمكنت الشعبة من تحديد مكان تواجد الحاوية لدى وصولها الى مرفأ بيروت، حيث عملت إحدى الدوريات على ضبطها. وبتفتيشها تفتيشا دقيقا، تم ضبط /25،6/ كلغ من مادة باز الكوكايين تقدر قيمتها بملايين الدولارات، كانت مخبأة بطريقة احترافية داخل الهيكل المعدني للحاوية. أجري المقتضى القانوني بالشحنة المضبوطة، ولا يزال العمل مستمرا لتوقيف أفراد شبكة التهريب، والمتورطين جميعا بالعملية المذكورة”.
سلام الى واشنطن
الى ذلك، غادر وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام الى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الربيع السنوية للبنك الدولي في المقر الرئيسي للبنك في واشنطن، وستتخلّلها سلسلة لقاءات مع الادارة الأميركية بما فيها وزارة الخارجية، وزارة الخزينة، وزارة التجارة، وزارة العدل وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي. وسيكون بحث في برنامج عمل البنك الدولي في لبنان بشكل عام وتحديداً ملفات الأمن الغذائي والاجتماعي وبرنامج الطاقة. وسيتمّ التطرّق خلال الاجتماعات التي ستعقد الى دعم المشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعي في لبنان ومشروع التحوّل الزراعي والغذائي الأخضر (GATE) الذي وافق البنك الدولي عليهما العام الماضي. ويتوقّع سلام أن تكون نتيجة اللقاء إيجابية، إذ سيعرض لتداعيات الدعم الذي يقدّمه المجتمع الدولي عموماً والبنك الدولي خصوصاً الى لبنان، في التخفيف من حدّة الفقر المستشري ودعم الأسر الأكثر حاجة عبر برنامج شبكة الأمان الاجتماعي.