الشرق – تيريز القسيس صعب
يخطو لبنان في المرحلة المقبلة خطواته الأولى في اتجاه الدعم الخارجي والمتمثل بأولى زيارة رسمية يقوم بها رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
واشارت مصادر ديبلوماسية في الجامعة العربية الى أن زيارة عون إلى الرياض قد تحمل في مضمونها اشارات ايجابية وداعمة للبنان ولانطلاقة العهد الجديد، بدءا من سعي المملكة الوقوف إلى جانب لبنان ودعم مؤسساته، واعادة نهوض اقتصاده.
وقالت المصادر التي لم تشأ ذكر اسمها أن الرئيس عون سيزور المملكة العربية السعودية في الثاني من آذار المقبل على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، ومستشاريه الديبلوماسيين والاقتصاديين، على أن ينتقل بعدها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية التي تعقد في القاهرة لبحث الاوضاع الفلسطينية.
واكدت المراجع الديبلوماسية العربية في اتصال مع «الشرق» ان الرئيس سيقدم الشكر إلى المسؤولين في المملكة باسم الشعب والحكومة اللبنانية لكل الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قامت وتقوم بها المملكة تجاه لبنان والتي لم تتفانى يوماً في التراجع عن دعمها لمؤسساته الدستورية والشرعية.
واشارت المعلومات الى ان الملفات التي يتم التحضير لها لانجاح هذه الزيارة متعددة ومتشعبة خصوصا وان للبنان»حصة ومكانة» له لدى السلطات السعودية، وان المملكة حريصة جدا على ابقاء اسس التعاون والتبادل بين البلدين قائما وداعما.
وبالتالي فإن المواضيع التي سيتم طرحها ستتناول مسألة حشد المساعدات لاعادة التمويل والاعمار لاسيما وان المعطيات تشير الى ان لبنان قدر قيمة التكلفة بحوالى 12 مليار دولار في المناطق المنكوبة.
وقالت ان الحكومة اللبنانية لن تقبل الاقتراض من جديد من البنك الدولي لاعادة الاعمار لان ذلك الامر قد يرتب اعباء اضافية ومثقلة للاجيال القادمة. لذلك فان الطرفان سيحاولان ايجاد توازن بين الهبات والمساعدات المقدمة وتفعيل توازيها مع الجهات العربية المانحة.
اضف الى ذلك فان الرئيس عون سيشدد على أهمية قوة العلاقات التي تربط لبنان والمملكة، وكيفية الحفاظ عليها وتطويرها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكشفت المصادر أنه بمجرد قيام الرئيس عون بأولى زياراته إلى الرياض، فذلك دليل واضح ان كل الازمات والاتفاقيات التي كانت عالقة ومجمدة بين البلدين، قد تبدأ بالتفكك والحلحلة عبر اللجنة اللبنانية السعودية التي ستعيد حركة عجلاتها بعد توقف دام لسنوات.
وأولى المفاجآت التي ستعلنها السعودية بعد زيارة عون تتعلق برفع الحظر عن الرعايا السعوديين الراغبين بزيارة لبنان خلال الأشهر المقبلة، ولما لهذا الامر من تداعيات ايجابية على حركة الاقتصاد الداخلي وتفعيله وتنميته.
اما الكلام عن وديعة مالية سعودية منتظرة، فإن المعلومات تشير الى ان هذا الامر يتطلب مزيدا من الاتصالات والمشاورات بين القطاعات الاقتصادية والمصرفية، والذي لا يمكن حله بزيارة لرئيس دولة أو غيره. واكدت أن النوايا السعودية موجودة، وان المملكة لن تترك لبنان، سيما وان اعادة نهوض مؤسساته كافة مطلب عربي وغربي، وان مؤتمرات دولية مخصصة للبنان في انتظار المساهمات والمساعدات العربية لانجازها،خصوصا مؤتمر باريس المقبل.
قمة استثنائية
في إطار آخر، يتوجه عون من السعودية إلى القاهرة للمشاركة في أول قمة عربية استثنائية لبحث الاوضاع في فلسطين.
وكشفت معلومات عربية في القاهرة ان اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في الثالث من الشهر المقبل لوضع اللمسات على مسودة البيان الختامي المنتظر صدوره في نهاية القمة.
وقالت المعلومات ان جدول القمة العربية مقتصر على بند واحد يتعلق بالوضع الفلسطيني، وبالتالي لا يمكن طرح اي بند آخر على القمة نظرا لانها قمة استثنائية لا عادية.
واشارت إلى أن وجود ملوك وقادة عرب تحت سقف الجامعة العربية لا يمنع هؤلاء من عقد لقاءات ثنائية او ثلاثية، كما أن هذا الامر قد يفتح الباب امام اجراء مشاروات بين القادة ووزراء الخارجية حول عدد من القضايا العربية المختلفة.
وأوضحت المصادر أن هذه القمة ستطرح الرؤية الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية. واشارت الى إن الخطة تشتمل على العناصر التي من شأنها الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الشرعي، وضمان صموده وثباته على أرضه، ومنع محاولات التهجير، اضافة الى ان الخطة تشمل كذلك اعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة والضفة، وصولا إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اما لبنانيا فإن الموقف من القضية الفلسطينية لا لبس فيه،فهو موقف ثابت وحازم، ويتعلق بتأكيد حق حكم الفلسطينيين للشعب الفلسطيني.فالرؤية واضحة ويجب أن تتاسس على إعادة الاعمار والحكم في غزة.
Tk6saab@hotmail.com