عون يستعجل تشكيل الحكومة وسلام: لست من إهل الإقصاء والاستبعاد

كل الانظار متجهة الى اليوم  مع انطلاق الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي وما اذا كان الرئيس المُكلف القاضي نواف سلام الذي عاد الى بيروت واجتمع مع الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري في مشهد رئاسي ثلاثي اشتاق اليه اللبنانيون، سيتمكن من تشكيل الحكومة سريعاً وبحسب وتيرة استحقاقي انتخاب الرئيس وتكليفه التشكيل ام ان الثنائي الممتعض مما جرى سيضع العصي في دواليب التشكيل، اما بمقاطعة الاستشارات كما تردد، او بفرض شروط لم يعد موقعه في الحياة السياسية اللبنانية يخوله فرضها.

الرئيس عون تمنى على سلام العمل سريعا على تشكيل الحكومة حتى اذا امكن اطلاعه على حصيلة استشاراته ومسودة حكومته مطلع الاسبوع المقبل بحسب ما افادت المعلومات ، وسط توجه لاعتماد حكومة التكنوقراط كمخرج لتجنب سيل الشروط والمطالب من دون اقصاء اي مكون، ليبنى في ضوئها القرار النهائي

المسار السياسي المتجدد والسريع الوتيرة، سيخضع لمعاينة ميدانية غربية فور انتهاء الاستشارات الخميس، اذ يحط الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة في بيروت ويليه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش السبت.

سلام في القصر

 غداة تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ظهرا اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام. وأبلغ الرئيس عون الرئيس المكلف بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة بالأمس، وكلّفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وبعد مغادرة الرئيس بري، عقد الرئيس عون خلوة مع الرئيس سلام.

اعادة اعمار ومرفأ وسلطة الدولة: بعد الخلوة، اكد القاضي سلام ان إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام، معتبرا ان ذلك يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكافة بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية. “فلا أمن ولا إستقرار لبلادنا دون ذلك”. وقال ان هذا يقتضي العمل أيضا على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفيا ونص عليه إتفاق الطائف”. وقال الرئيس سلام انه سيكون على الحكومة التي سيعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج معتبرا ان الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة، لافتا الى “ان الأساس في الاصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ احكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافا لنصه او روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات امنية فاعلة”. وإذ اكد العمل لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت ولتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف، اعتبر “ان الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وعلى تعاوننا وعلى بناء المؤسسات القوية”. ورداً على بعض الهواجس التي أثيرت بالأمس، قال: انني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من اهل الإقصاء بل من اهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الإثنتان ممدودتان الى الجميع للإنطلاق سويا في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار. وتوجه الى الشباب بالقول “أن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان”.

الاستشارات اليوم

 ويجري الرئيس المكلف سلام، الذي جال على رؤساء الحكومات السابقين اليوم بدءا بالرئيس نجيب ميقاتي، الاستشارات النيابية غير الملزمة يومي غد للكتل النيابية وبعده للنواب المستقلين اعتبارا من العاشرة صباحا في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة.

ماكرون وغوتيريش

 في المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة في 17 الجاري، وفي اليوم التالي، يصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة.وتوجهت فرنسا” بأسمى التهاني إلى السيد نواف سلام  لمناسبة تعيينه في منصب رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية عقب المشاورات البرلمانية التي أقيمت في 13 كانون الثاني”. 

الاليزيه

وصدر عن قصر الاليزيه البيان التالي يتوجه رئيس الجمهورية إلى لبنان في إطار زيارة رسمية يوم الجمعة 17 كانون الثاني/ يناير 2025.

 ويود رئيس الدولة أن يؤكد من خلال هذه الزيارة التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدته.  وسيهنئ رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون على انتخابه مؤخرا، كما يهنئ رئيس الحكومة المكلف السيد نواف سلام.

 وفي هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها لبنان، سيكرر رئيس الدولة تمنياته للكل النجاح في مهمتهم: تشكيل حكومة قوية، في أقرب وقت ممكن، قادرة على جمع لبنان بكل تنوعه، من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتعافي البلاد، والسماح بعودة الرخاء لجميع اللبنانيين، رجالاً ونساءً، فضلاً عن استعادة أمن لبنان وسيادته على كامل أراضيه. واليوم يتعلق الأمر بالاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني، الذي وقفت فرنسا إلى جانبه في جميع الظروف.

 وستكون هذه الرحلة أيضًا فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الجمهورية والرئيس بايدن في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، ولتأكيد التزام فرنسا بهذا المعنى داخل اليونيفيل وكذلك في إطار التحقق. آلية.  وبعد مؤتمر 24 تشرين الأول/ أكتوبر واتصالات رئيس الدولة مع شركاء لبنان المميزين، ستركز هذه الزيارة أيضا على التحديات التي يواجهها لبنان من خلال تعزيز قواته المسلحة وقوات الأمن الداخلي، لصالح سيادته أيضا. كما يتعلق بالجهود الإنسانية وجهود إعادة الإعمار اللازمة لإنعاش البلاد.

جونسون

 وإستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون في السراي، وجرى عرض للاوضاع الراهنة. وفي خلال اللقاء اشادت السفيرة بجهود الرئيس ميقاتي خلال توليه رئاسة الحكومة وبالتعاون القائم معه.