لم يتأكد امس وصول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب امس في زيارة سبق واعلن عنها لاجراء محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين حول نتائج الجهود الجارية لوقف النار مع لبنان وتنفيذ القرار 1701، ثم المجيء الى لبنان لاجراء مباحثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ولكن الامر مرهون بالموقف الاسرائيلي وبرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وموقفه من الاستمرار في الحرب ربطا بماكان يجري من مفاوضات حول غزة والتي عقدت جولة جديدة منها امس في الدوحة.
وبينما دعت الدول العربية والعواصم الكبرى كلها ايران الى ضبط النفس ودانت انتهاك اسرائيل لسيادتها بعد الضربة الاسرائيلية المحدودة فجر السبت، اتجهت الانظار الى انعكاسات شكل الرد الاسرائيلي وحجمه معطوفا الى كيفية تعاطي طهران معه، على مسار الامور في المنطقة وتحديدا في لبنان. ووفق ما تقول مصادر ديبلوماسية، فإن عودة هوكشتاين في الساعات المقبلة الى المنطقة، اذا حصلت، ومضمون محادثاته في تل ابيب، قد يشكلان مؤشرا الى توجهات الجانب الاسرائيلي، علما ان الخارجية الأميركية اعلنت امس ان وزيرها انتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني في مساعي الحل الديبلوماسي في لبنان.
اليونيفيل في مواقعها
في الاثناء، استمرت المواجهات على الحدود، واستمر القصف الاسرائيلي للجنوب حيث استخدم الجيش الاسرائيلي قنابل ارتجاجية لتفجير منازل ومنشآت، والضاحية الجنوبية والبقاع. كما نفّذ حزب الله سلسلة عمليات ضد اهداف وتجمعات عسكرية اسرائيلية. وبعد معلومات عن اخلاء اليونيفيل مواقعها في الضهيرة، اوضح الناطق باسمها أندريا تيننتي على أن «جنود حفظ السلام يواصلون عملهم الأساسي المتمثل في مراقبة ما يحدث على الأرض ورفع التقارير رغم التحديات». وقال: لا زلنا في كل مواقعنا، ونعني بذلك كل موقع من هذه المواقع.
شكوى لبنانية
وفي إطار الشكاوى الدورية التي تقدمها وزارة الخارجية والمغتربين بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتوثيق العدوان الاسرائيلي على لبنان ووضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤوليتهما من أجل التحرك لوقفه، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن اعتداءات اسرائيل على لبنان خلال الفترة من 15 ولغاية 24 تشرين الأول 2024.
أدان لبنان استمرار اسرائيل في عدوانها وتوغلها البري العسكري داخل أراضيه، وارتكابها المزيد من المجازر بحق المدنيين، وتدميرها بشكل متعمّد وواسع الممتلكات المدنية، وتفجير قرى حدودية وأحياء بأكملها في الجنوب مثلما فعلت في بلدتي ميس الجبل ومحيبيب، متذرعةً باستهداف مخازن أسلحة أو مقرات عسكرية. كما أدان لبنان استهداف اسرائيل المتواصل للجيش اللبناني الذي قـُتل ستة من عناصره في بلدة ياطر وعلى طريق عين إبل – حانين، ولفرق الإسعاف والصحافيين وقوات اليونيفيل، وشنّها غارات على مقربة من مستشفيي رفيق الحريري الحكومي وبهمن، إضافة الى استهدافها مبنى بلدية النبطية التي قـُتل 6 من أعضائها وموظفيها من بينهم رئيس البلدية، وقتلِها رئيسي بلديتي حناويه وسحمر بغارتين جويتين، واستهدافها مدينة صور الأثرية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وأشار لبنان في الشكوى التي قدّمها الى أن إسرائيل تتجاهل دائما الشرعية الدولية ولا تحترم القرارات الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة، كما أنها لا تلتزم بالقانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني، متفلتةً من المحاسبة والمساءلة من قبل المجتمع الدولي.
وطلب من مجلس الأمن إدانة الاجتياح الإسرائيلي لأراضيه وانتهاك سيادته، والاعتداءات الواسعة والمتواصلة على أمنه وسلامة شعبه. وكرر دعوته المجلس الى إلزام إسرائيل بالتطبيق الكامل للقرار1701 بدءاً بالوقف الفوري للأعمال العدائية، والانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي اللبنانية.
دعم الجيش
وامس تسلّم الجيش اللبناني الشحنة الأولى من هبة الوقود القطرية الثانية التي قدمتها دولة قطر مشكورة وصندوق قطر للتنمية، بهدف دعم قدرات المؤسسة العسكرية لمواجهة الصعوبات في المرحلة الراهنة.
وأعلن صندوق قطر عن هبة بقيمة 15 مليون دولار للجيش اللبناني في أيلول 2024.
وفي اطار التزام دولة قطر بدعم الجيش اللبناني، وصلت الى مرفأ بيروت اليوم الدفعة الاولى من الوقود المقدم من دولة قطر.
وتأتي هذه الهبة تأكيدا لوقوف دولة قطر الدائم الى جانب الشعب اللبناني الشقيق ومؤازرته في ظروفه الصعبة.