ضغط دولي لمنع الحرب وقلق خارجي من الأسوأ

وصول الموفد البابوي: قلقون لعدم انتخاب رئيس

هل يتحوّل لبنان الى غزة جديدة، كما قال في تنبيهه الامينُ العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش؟ لا جواب على هذا السؤال حتى الساعة، لكن الاكيد ان التهديدات الاسرائيلية جدية وان الضغوط الدولية كبيرة لردع تل ابيب وتفادي السيناريو الأسوأ. وتبقى معرفة لمَن ستكون الغلبة في هذا السباق بين الآلة العسكرية من جهة والديبلوماسية من جهة ثانية..

اغتيال بقاعا

في الانتظار، الميدان الجنوبي لم يسجّل سوى ساعات من الهدوء النسبي.. غير ان الضربات الاسرائيلية طاولت البقاع مجددا. فقد استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة رباعية الدفع عند مفترق الخيارة في البقاع الغربي.. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا استهدفنا القيادي في “الجماعة الإسلامية” و”حماس” في لبنان أيمن غطمة الذي كان مسؤولاً في مجال إمداد السلاح لحركة “حماس”. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي نفّذ محاولتي اغتيال في لبنان وغزّة في الوقت نفسه لكنه ينتظر التأكد من النتيجة. وقد لفتت القناة الإسرائيلية الـ 12 الى ان هدف عملية الاغتيال في غزة هو القيادي في حركة حماس رائد سعد الذي قتل.

امر غير مقبول

ليس بعيدا، قالت نائبة مدير مكتب “اليونيفيل” الاعلامية كانديس ارديل، انه “منذ تشرين الأول، شهدنا العديد من الحوادث التي تعرضت فيها مواقعنا ومركباتنا لإطلاق النار من كلا الجانبين. في بعض الحالات، أصيب أفراد حفظ السلام، ولحسن الحظ، لم تكن الإصابات خطيرة. نؤكد باستمرار لجميع الأطراف أن استهداف مواقع الأمم المتحدة أو استخدام المناطق القريبة من مواقعنا لشن هجمات عبر الخط الأزرق أمر غير مقبول ويشكل انتهاكًا للقرار 1701”. وتابعت في بيان “لدينا تدابير قوية لضمان سلامة حفظة السلام وقدرتهم على أداء واجباتهم، وتشمل هذه التدابير تحديث مبانينا حسب الحاجة. نحن نراقب الوضع باستمرار ونقوم بتعديله حسب الضرورة، ولا تزال قوات حفظ السلام قادرة على أداء مهامها على الأرض ومواصلة تنفيذ القرار 1701”.

المساعي الدولية

في الغضون، وفي اطار المساعي الدولية لتجنّب التصعيد، تستعد وزيرة الخارجية الالمانية لزيارة اسرائيل فلبنان، الاسبوع المقبل. وقد شهدت وتيرة التحركات الدولية تسارعا لافتا منذ تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبرص، ايضا، بالحرب. والجدير ذكره هنا، ان “الجزيرة” ستضع الاتحاد الاوروبي الاثنين، في صورة واقعها السياسي والعسكري، وهي ستحظى بغطاء اوروبي واسع بما انها عضو في “الاتحاد”.

قلق خارجي

وفي المؤشرات الى قلق خارجي من تدهور الامور والى استعداد للأسوأ، أعلنت الخطوط الجوية الكويتية، عن زيادة أحجام طائراتها المتجهة إلى بيروت، وذلك لزيادة السعة الاستيعابية للركاب الراغبين بالعودة إلى الكويت. وقالت الخطوط في بيان لها نشرته عبر حسابها على منصة “إكس” أن إجراءاتها تأتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة. وفي وقت سابق دعت وزارة الخارجية الكويتية، مواطنيها بالعدول عن التوجه إلى لبنان في الوقت الحالي وذلك نظرا للتطورات الأمنية المتعاقبة التي تمر بها المنطقة”. ودعت الوزارة من تتعذر عليه المغادرة للتواصل مع سفارتها بـ”شكل فوري” … من جانبها، أكدت مصادر ديبلوماسية أن دعوة السفارة الكندية مواطنيها بوجوب مغادرة لبنان، هو طلب منشور على موقع السفارة منذ تاريخ ٧ تشرين الأول وليس جديداً، إضافة إلى أنه إجراء روتيني تحذيريّ يترافق مع الأحداث الأمنية في البلد فقط لا غير.

المكاري يوضح

الى ذلك، اوضح وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أن مواقع إلكترونية تبثّ أخبارا لا أساس لها من الصحة، زاعمة ان دولا أوروبية وغربية منها ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا تسحب سفراءها من لبنان. واشار في بيان الى أن هذا النمط من الاخبار الكاذبة يندرج في إطار الحرب النفسية التي غالبا ما يلجأ اليها العدو الاسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل.

بارولين

وسط هذه الاجواء الصعبة على اللبنانيين وخصوصا على المسيحيين في ظل الفراغ في الرئاسة الاولى، وفي زيارة رعوية لن تغيب عنها التطورات العسكرية وايضا السياسية وعلى رأسها الشغور الرئاسي، وصل أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى بيروت بعد ظهر امس في زيارة تستمر حتى يوم الخميس المقبل، ملبيا دعوة من جمعية فرسان مالطا. وسيلتقي بارولين رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي اجندته ايضا لقاء في بكركي مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورؤساء الطوائف المسيحية الكاثوليك وغير الكاثوليك، وقد يشارك المطارنة في اللقاء.

وكان في استقباله في المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بو حبيب في مبنى كبار الزوار.

وحضر أيضا لاستقبال بارولي في مبنى كبار الزوار، السفير البابوي في لبنان باولو بوردجيا والنائب البطريركي العام حنا علوان واركان السفارة البابوية في لبنان. وصرح بارولين عقب وصوله: “جئنا إلى لبنان في مبادرة للقيام بكل ما يلزم لمساعدته ونقول لكم “صلوا لنا”.

وقال ردًّا على سؤال عمّا يمنع من انتخاب رئيس الجمهورية أنّه “سؤال صعب الإجابة عليه”، مضيفًا: “لا نعلم ما يمنع اللبنانيين أو ربما أعلم، ولكن لن نتكلم عن هذا الموضوع الآن، ما يمكنني قوله إنّ الفاتيكان قلق جدّا من هذا الوضع، نحن نتابع هذا المسار”.

التعليقات (0)
إضافة تعليق