قصفت حركة «أنصار الله» (المعروفة بالحوثيين) إسرائيل صباح أمس بصاروخ أرض ـ أرض، في هجوم نوعيّ جديد يجيء بعد استهدافهم الدولة العبرية بهجوم ناجح لطائرة مسيّرة بعيدة المدى قبل أسابيع. استهدف الهجوم القادم من الشرق، حسب المتحدث العسكري للاحتلال بالعربية أفيخاي أدرعي قاعدة ومطارا (أكدت أنباء إسرائيلية لاحقا أنه مطار بن غوريون) وسط إسرائيل، كما طال، وفق ناشطين، محطة قطار، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض الصاروخ، غير أن أدرعي قال إنه تم اعتراض الصاروخ وسقوطه في «منطقة غير مأهولة» شرق تل أبيب فيما كشفت صور عديدة واردة عن حرائق وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب بلدة موديعين. هذا فضلا عن مليوني اسرائيلي اختبأوا في الملاجئ.
سبق هاتين الحادثتين المؤثرتين هجوم ناجح آخر للحوثيين بمسيّرات وصواريخ باليستية على مدينة إيلات (بالاشتراك مع فصائل عراقية) وكان لافتا، ضمن هذا السياق نشر تقرير لمركز استخباراتي إسرائيلي يقول إن الجماعة اليمنية «تخطط لهجوم بري» انطلاقا من مواقع في سوريا، وأن عناصر الجماعة أجروا تدريبات عسكرية تحاكي التسلل على الأنفاق والسيطرة على القواعد العسكرية الإسرائيلية واختطاف جنود، وذلك ضمن خططهم للرد على هجوم إسرائيل على ميناء الحديدة، في الوقت الذي يتابعون فيه تأثيرهم الكبير على حركة الملاحة في البحر الأحمر والخليج نتيجة العمليات التي يقومون بها ضد السفن التي يتهمونها بنقل البضائع إلى إسرائيل.
علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على الحادثة بالتأكيد على تفاجؤ الجيش بالهجوم بينما كان «رئيس وحدة أمان (أكبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأكثرها كلفة) الجديد نائما لدى سقوط الصاروخ» فيما وصفت صحيفة «معاريف» الحدث بأنه «دراماتيكي وغير عادي» مؤكدة أنه سقط على مسافة عدة كيلومترات عن مطار بن غوريون.
تكمن أهمية الحدث الأخير في كشف امتلاك الحوثيين لهذا النوع من الصواريخ الخطيرة، وفي تمكنهم من قذف هذا الصاروخ الباليستي «فرط الصوتي» الذي قطع مسافة تقدر بـ2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف، وفي إخفاق دفاعات إسرائيل عمليا في اعتراضه والتصدي له، وفي أن الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية فشلت في اعتراضه، وفي أن الأقمار الصناعية الأميركية لم تلتقط الحرارة الكبيرة الناتجة عن محرّك الصاروخ ولم تبلغ، بالتالي، الجيش الإسرائيلي.
تعليق بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل، كان متوقعا حيث قال إنه «كان على الحوثيين أن يعرفوا الآن أننا سنطلب ثمنا باهظا لأي محاولة للإضرار بنا» وبما أن هذا يعني أن إسرائيل مقدمة على عملية انتقامية كبيرة جديدة ضد اليمن فالأولى أن يتوقع نتنياهو، بدوره، حتى لو كان يخطط لغزو اليمن وليس فقط شن هجمات انتقامية ضده، أن يتابع الحوثيون تطوير ترسانتهم العسكرية، واستراتيجياتهم وتكتيكاتهم، وأنهم لن يتوقفوا حتى تتوقف حرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة.
وامس، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الاثنين إن طهران لم ترسل صواريخ فرط صوتية إلى جماعة الحوثي في اليمن، وذلك بعد يوم من استخدام الجماعة أحد هذه الصواريخ لضرب إسرائيل.