يكثر الكلام في إيران عن حتمية الرد على الاعتداء الذي نفذته حكومة الاحتلال الاسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق، ومحور التهديدات أن الرد آتٍ لا ريب فيه، أما الموعد والمكان فإن إيران هي التي تحددهما مكاناً وزماناً وفق استراتيجيتها وليس على قاعدة الاستدراج الذي يرسم العدو معالمه.
لا جديد في ذلك، أمّا الجديد فهو أن الرد قد لا ينفذه الإيراني بيده مباشرة إنما بأيدي الحلفاء في جبهة المقاومة والممانعة. أو، من باب التحديد، هذا ما أعلنه عضوٌ في لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الإيراني، كما نقلته قناة «العربية» التي نشرت النص الحرفي المطوّل على موقعها.
فقد أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، العضو السابق في الحرس الثوري إسماعيل كوثري تمسك بلاده بحق الرد وبتوجيه ضربة لإسرائيل في الوقت المناسب والمكان المناسب. وعندما سألته وكالة أنباء «ايلنا» عن الجهة التي ستتولى الرد جاء جوابه لافتاً جداً اذ قال: «إن هناك عناصر كثيرة في جبهة المقاومة سترد». ثم استدرك قائلاً «وإذا لزم الأمر فسنرد بأنفسنا».
طبعاً أن مثل هذا الكلام يتوقف عنده المراقبون، وبالذات المراقب اللبناني، لما لحزب الله من أهمية وحضور وفاعلية ودور بارز في «جبهة المقاومة»، فهل يقع التكليف على حزب الله، ليتولّى (… ويتحمّل مسؤولية) الردّ؟!.
السؤال يطرح ذاته بقوة، في وقت تعمل حكومة الاحتلال على تعزيز الاستعداد لِـ «حرب الشمال»… والمعلومات المتوافرة، في هذه النقطة، كثيرة جداً، وآخرها أن وزير حرب العدو يوآف غالايت يعمل «لإعداد وتهيئة» شعبهم للجهوزية «اذا نشبت الحرب مع حزب الله»، على حد قوله يوم أول من أمس، ووصل به الأمر الى حد المطالبة بإجراء «مسح شامل لكيفية إدراك الجمهور لاكتمال الحرب مع حزب الله، لأن الاستعداد ينقذ الأرواح». وفي سياق موازٍ طالب رئيس «هيئة الطوارئ الوطنية» في وزارة الأمن بزيادة مخزون الطوارئ من مواد أولية وأساسية للأغذية والمعدات الطبية، متوقعاً حرباً «باهظة الثمن» ضدّ حزب الله، كما قال بتوفير البديل في حال تعطلت منصّات الطاقة الثلاث التي تعمل على الغاز، ودعا الناس الى اقتناء بطاريات تمكنهم من شحن الهواتف الخلوية…
أمّا نحن فماذا فعلنا، على الصعيد المدني، لمواجهة هذه الحرب التي ستكون متسعة والتي بدأت نُذُرُها تدق أبوابنا بقوة؟!.