شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نناشد فخامة الرئيس: «الى المغامرة المقدّسة»

ليس ثمة أدنى شك في أن تجربة الرئيس العماد جوزاف عون ومعه رئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام هي بمثابة الفرصة الأخيرة السانحة لقيامة لبنان من هذه الهاوية، سحيقة الأغوار، التي أوصلت ممارساتُ العقود الأخيرة فيها لبنانَ الى الكارثة الشاملة، في مختلف النواحي، الى الإنهيار الكبير. هذه الحقيقة الجارحة يعرفها اللبنانيون، كما يعرفها الخارج في الجوار القريب وفي الإقليم، وأيضاً في العالم البعيد والأكثر بعداً. ولقد يكون تفويت هذه الفرصة بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقّى من إمكان قيامة لبنان ومقوّمات صموده.
نقول هذا ليس لأن عون وسلام من عالم آخر، إذ ليس أيٌّ منهما «سوبرمان»، ولكن لأن طروحاتهما تحمل بذور مشروع إنقاذي رُسمت معالمُه في خطاب القسم، والمفتَرض أن يؤكّد عليها البيان الوزاري بشكل أو بآخر.
ونعرف، واقعاً واستنتاجاً، أن وضع هذا المشروع بكامله موضعَ التنفيذ ليس بالأمر السهل في المطلق، فكم بالحري أمام التركيبة السياسية التي عاثت في لبنان فساداً، وهي تتشبّث بأنيابها بما تزعم أنها مكاسب ستعمل المستحيل من أجل الحفاظ عليها أيّاً كانت التداعيات موجعة على اللبنانيين. ولا يهمها أن ينجح عهد أو يتحقق مشروع قيامة الوطن من الإنهيار الذي أوصلته إليه.
لذلك نودّ أن نتوجه الى الرئيس جوزاف عون مناشدينه ألّا يتراجع عن حرف واحد ممّا تعهد به في خطاب القسم، ولا أن يتساهل في تطبيق أي من العهود التي التزمها كخريطة لطريق الإنقاذ.
إننا، نحن اللبنانيين الذين نصبو الى أن يستعيد هذا العهدُ لبنانَ من «خاطفيه»، نأمل في أن يُقدم سيّدُه، من دون أي ترددّ، وليقرن أقواله بالأفعال، لأن مثل هذه «المغامرة المقدّسة» يستحقها الوطن والشعب… وندرك أن لا بدّ من أن تكون الى جانبه أداة التنفيذ الأولى، أي الحكومة، فالآمال معقودة على تفاهمه والرئيس المكلّف على عدم التساهل، وأن يُبادرا الى إصدار حكومة تكون على قدْر الآمال، فيتقدّم بها الدكتور نواف سلام من مجلس النواب، مكرّرين ما قلناه في «شروق وغروب» أمس، وليكن ما يكون؟!.
أمّا ماذا سيكون؟ فواحد من اثنين: إمّا أن يمنح النواب الثقة، وهذا مطلب الشعب وأمنيته، وإمّا أن يحجبوها مخالفين إرادة الذين أوصلوهم الى ساحة النجمة… وليتحمل كل نائب مسؤوليته أمام اللبنانيين والعالم أجمع، وأمام الله والضمير.

khalilelkhoury@elshark.com