شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – من الجنوب غير المستقر الى مصير النووي الإيراني

استهجن الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق الخروقات الإسرائيلية الخطرة على الجنوب ولكنه لم يستغربها، «والأصح أنني لم أُفاجأ بها» استدرك قائلاً. وأوضح: إن مجرّد قراءة في الصورة البانورامية في المنطقة تؤدي، حكماً، الى ربط العدوان وآلاف الخروقات على الجنوب وبعض مناطق البقاع بِـ «الحوار الساخن» المباشَر وبالوساطة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهي جزء من الضغط القوي الذي تمارسه واشنطن على طهران لدفعها الى واحد من مسارَين لا ثالث لهما: فإمّا القبول بإتفاق نووي جديد يكون كبير التأثير السلبي على نظام آيات الله، وإما تعرض هذا النظام الى ضربة كبيرة جداً تتجاوز في أبعادها ونتائجها وتداعياتها الضربة التي استهدفت منصات الصواريخ ومصانعها. وقال: بالمناسبة لا بد من التذكير بأن الإيراني لا يزال على تعهده بالرد الساحق الماحق على إسرائيل والقواعد الأميركية في بلدان الخليج العربية. وفي تقديري أن الضربة الآتية ستحصل، وربما الاتفاق الجديد، قبل الرد الإيراني، بالمفعول الرجعي، الذي لا أرى أننا سنراه(…).
وأوضح الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق أن الإعتداءات التي يتعرض لها جنوبكم وما يرافقها من زهق الأرواح والقضاء على المزيد من الأرزاق وما تبقى من البيوت والبنى التحتية، إذا كان قد تبقى شيء، وما تعرّضت له صنعاء ومناطق يمنية أخرى الهدف منها القضاء على أي احتمال لفتح جبهة في لبنان، ولتقليم أظفار الجبهة الحوثية في اليمن. أمّا سائر الجبهات التي قد تكون مساندة للإيراني فقد أصبحت خارج الخدمة. وأضاف: الجبهة السورية انتهى أمرها مع قيام نظام الرئيس الموقت أحمد الشرع، وهو عدو موصوف للإيراني. وأما الجبهة العراقية فقد تم تحييدها من زمان، ولكن من دون انقلابات وسفك الدماء.
وفي ختام كلامه في هذه المسألة قال الديبلوماسي الأوروبي الغربي إن التقارير الرصينة المتوافرة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وفي الصين، وكذلك في جعبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتقاطع عند الآتي: أولاً – إن الإيراني يريد حلّاً، وهو يدرك أن تهديدات دونالد ترامب ليست مزحة، وأن موسكو والرياض مستعدتان للوساطة لتدارك الأمر وحل قضية النووي من دون اللجوء الى الحل العسكري. ثانياً – إن الأميركي والإسرائيلي سيكونان شريكين في الضربة. ثالثاً – إن عين ترامب على بديل للنظام الإيراني، وإن ثمة حواراً عميقاً محوره هذا السؤال: هل يكون البديل «شاهاً» جديداً يرث إمبراطورية الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، أو يكون نظاماً جمهورياً ديموقراطياً حديثاً؟!.

khalilelkhoury@elshark.com