شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مخاوف من بقاء جبهة لبنان مفتوحة

أعرب مرجع سياسي عن مخاوفه من أن تبقى جبهة لبنان، وحدها، مفتوحة.
وقال: سيان ما إذا انتهت الحرب على غزة بالتوافق على هدنة طويلة أو بأي سبب آخر فإنني أخشى ان يعمل العدو الإسرائيلي على الإبقاء على الجبهة مع لبنان مشتعلة. وأضاف أن لديه من الشعور المتقاطع مع معلومات من غير جهة داخلية وخارجية، بينها جهتان دوليتان كان قد تحدث في هذه النقطة الحسّاسة مع سفيريهما في لبنان حول نيات الاحتلال، ولم يكونا بعيدَين عن مخاوفه بل شاطراه إياها في توقع عدم التوصل الى وقف ثابت لإطلاق النار مع الجانب اللبناني أسوةً بما قد يكون حصل في الحرب على غزة. وأعاد مخاوفه الى اعتبارات ومنطلقات عديدة من بينها الآتي:
أولاً – من نافل القول التأكيد على مصلحة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بتمديد إقامته في السلطة، ومعلوم أنه يتحكم به هاجسان: المحاسبة، من جهة، على الإنجاز الكبير الذي حققته حركة حماس في ذلك السابع من تشرين، وهاجس مثوله أمام القضاء، مع زوجته، وهما المتهمان بالفساد واستغلال السلطة لأهداف ومصالح ذاتية . لذلك هو مهتمٌ كثيراً بإطالة أمد الحرب، فإذا أُجبرَ على إنهاء الحرب في غزة لن يكون مُكرَهاً على وقفها مع حزب الله.
ثانياً – مَن يتابع الوقائع اليومية في فلسطين المحتلة يتبيّن بوضوح، ومن دون أي لبس أو إبهام، أن حكومة العدو نجحت في تجييش الرأي العام عندها ضد حزب الله ولبنان، واستطلاعات الرأي تكشف في بيان تصاعدي ارتفاع نسبة مؤيدي الحرب على لبنان من 43 في المئة الى ما يقارب، وربما يتجاوز السبعين في المئة. وهو رقم مرتفع جداً، يُؤخذ به لدى العدو.
ثالثاً – إن الضغط الداخلي والخارجي، على حكومة حرب العدو، لاسيما الضغطان الأوروبي الغربي والأميركي، لوقف الحرب على غزة يعود لحراك أهالي الأسرى المتعاظم للتوصل الى حلٍّ يعيدهم الى ذويهم الأحياء منهم والأموات، والى حاجة الحزبَيْن الأميركيين لاسترضاء الأميركيين (الطلاب الجامعيون وسواهم) من الذين يطالبون بشدة بإنهاء المجزرة الوحشية المرتَكَبة في غزة… وهذه كلها لا تنطبق على الجبهة مع حزب الله، فليس ثمة أسرى صهاينة لدى الحزب، وما من تأثير يُذكر للبنان على الرأي العام الأميركي واستطراداً على مجريات المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة.
ويختم المرجع السياسي البارز حديثه بالقول: إن مخاوفي جدية، وليتني أكون على خطأ.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق