وصف الديبلوماسي الأوروبي الغربي، في اتصالنا الدوري الذي عقدناه، أمس، عن بعد، الضربات الصاروخية التي وجهها حزب الله الى مواقع الاحتلال في الداخل الفلسطيني بأنها «أوجعت» الإسرائيلي. وقال: إن الرقابة العسكرية المشدّدة التي فرضها الجيش على وسائط الإعلام حجبت المعلومات حول النتائج التي تترتب على هذه الضربات لا يصل منها الى الرأي العام إلّا ما تسمح به الرقابة التي تشرف على ما تُعمّم منه وهو النذر اليسير من الحقيقة. وكشف لي عن الوسيلة التي تمكّنه من معرفة حقيقة فاعلية وتأثير تلك الضربات الموجعة ولكنه رغب إليّ في ألّا أكشف عنها لأسباب تتعلق بطبيعة العلاقة بين بلده والكيان الصهيوني، مستدركاً أن ما نتحادث فيه الآن (أي ساعة تبادلنا الكلام) هو قيد المراقبة من قِبَل الإسرائيلي الذي يملك إمكانات كبيرة في هذا المجال إضافة إلى أن معظم بلدان «العالم الأول» تمد إسرائيل بما ربما يفوتها من معلومات ذات طابع استخباري. وفي خلاصة كلامه عن صواريخ حزب الله جزم قائلاً بالحرف: سيأتي يوم تُنشر فيه الوقائع على حقيقتها، ولكن ذلك لن يكون قبل أن تضع الحرب أوزارها…
وانتقل الحديث بيننا الى المفاوضات والمباحثات الدائرة، حالياً، في نيويورك على هامش الدورة السنوية العادية للهيئة العامة للأمم المتحدة، فوصفها بأنها مهمة جداً ولكن يؤسفني القول إن لبنان يبدو يتيماً ليس له من معين في هذه المعمعة الديبلوماسية، وأنتم في لبنان مسؤولون الى حد كبير عن هذا الوضع بتمنعكم عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ عامين حتى الآن، ولا شك في أن تراجع السيد نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال عن عدم توجهه الى نيويورك، وقد قصدها فعلاً، هو تصرف إيجابي، فوجوده هناك ضروري، ولكن المؤسف بالنسبة إليكم أن ليس لكم «عرّاب» (بحسب لغتنا الديبلوماسية) ، فالأميركي أولويته إسرائيل وليس في مجال التوازن بينكم وبينها في أي حالٍ من الأحوال، ودول الخليج لن تزعج الخاطر الأميركي من أجلكم لا سيما في هذه المسألة بالذات وإذا كان لها بعضٌ من نفوذ فهي ستستغله من أجل وقف النار في غزة، والإيراني همه الأول إحياء الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات المفروضة عليه لأن إلغاءها متعذر. أما رئيس بلدي فدوره محاصَر بالنفوذ الأميركي. ويجب ألّا يفوتكم أن الأميركي هو الذي يدير اللعبة ولن يتحرك إلّا وفق مصلحة اسرائيل ولن تكون مبادرته بالنسبة الى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله إلّا من هذا الباب.