شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – غزة في المعركة على البيت الأبيض

تتقاطع المعلومات التي ضجّت بها وسائط الإعلام الأميركية عند التأكيد على أن الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة ستكون مادّة دسمة في الحملات المتبادَلة، بضراوة، بين المرشّحَين الجمهوري والديموقراطي من أجل الوصول الى البيت الأبيض وإدارة الولايات المتحدة الأميركية ومناطق عديدة في العالم من المكتب البيضاوي الشهير.

ولعلّ أكثر ما تم الإجماع حوله لدى الذين تناولوا هذه المسألة هو أن لقاءات رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو في أميركا قد مُنيت بالفشل الذريع، لا سيما مع المرشحَين الرئاسيين نائبة الرئيس الحالي السيدة كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، وهذه النتيجة قد امتصت النشوة التي شعر بها «بيبي» بعد خطابه العنجهي والمتعجرف في الكونغرس، ليس فقط  وسائط إعلام كثيرة كانت تصفه بالعار والوقاحة، بل أيضاً من خلال ما تداولته الصحف والأقنية التلفزيونية الأميركية ومواقع التواصل الاجتماعي ما بيّن بوضوح أن موقفَي المتنافسَين الرئاسيين قد صدم نتانياهو الى حد الذهول: فهو استمع الى هاريس تتحدث، علَناً، بعد أربعين دقيقة من لقائهما عن حق الشعب الفلسطيني بقولها إنه آن الأوان لوقف حرب غزة نهائياً وإطلاق سراح الرهائن جميعهم، وإنهاء معاناة أهالي غزة «وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير». وهي حرصت على التأكيد على أن هذا هو الموقف الذي أبلغته إليه. وأخطر ما قالته إنه «حان الوقت لإبرام هذه الصفقة». (محادثات الهدنة الجارية في القاهرة والدوحة). ومعروف أن نتانياهو يعمل ما في استطاعته لعرقلة الوصول الى حل. إلّا أن أكثر ما أصاب نتانياهو بالخيبة كلام هاريس على «الإصابات الجماعية بين المدنيين والأزمة الإنسانية» في غزة، وهو الذي ركّز كذبه ونفاقه أمام النواب والشيوخ في الكونغرس على أنه الحضاري الذي يواجه الوحوش!

أمّا ترامب فاستبق لقاءه ونتانياهو بالتأكيد على أن الكيان العبري «بحاجة الى إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن». وهذا ما يعارض موقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي لم يعد يُخفى على أحد أنه يعمل على تمديد هذه الحرب طويلاً ما لم يحقق فيها نصراً مبيناً، وهذا ما لا تبدو مؤشراته حتى الآن.

وأمّا أن تتحول غزة الى مادة دسمة في الصراع الرئاسي الأميركي، فهذا يعود الى الدور الملموس والمؤثّر للناخبين الأميركيين السود وذوي الأصول العربية وأعدادهم بالملايين.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق