شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عينٌ على الحقائب الوزارية وقلبٌ على المقاعد النيابية

يكذبون في ما يزعمون عن أن الرغبة وراء «مرض الاستيزار»  ليست مجرّد الوصول الى جنّة الحكم إنما الإصرار على تنفيذ المشاريع الإصلاحية والإسهام في إقالة لبنان من عثراته والتمكن من إيجاد الحلول للأزمات المتراكمة من خلال الوجود المباشر في السلطة التنفيذية.

واللبنانيون الذين خبروا الجماعة السياسية طوال العقود الثلاثة الأخيرة ليسوا في حاجة الى الكثير من البراهين ليدركوا أن الهدف من اللهاث وراء التوزير هو الاستعداد للانتخابات المقبلة (البلدية والاختيارية في ربيع هذا العام، والنيابية في شهر أيار من ربيع العام المقبل).

وفي المطلق، قد لا نقول جديداً أو نكشف سرّاً إذ نؤكّد على أن معركة الانتخابات قد فُتحت على مصاريعها ، وفي هذا السياق يُسَجَّلُ لحزب القوّات اللبنانية أنه سبّاق في التنظيم وتهيئة «الماكينة» الانتخابية المركزية والماكينات الإقليمية والمناطقية المنتشرة بفعالية في المحافظات والأقضية، وحتى في المدن والبلدات والقرى على مستوى الجغرافيا اللبنانية كلّها. وبحسب شهود عيان فإنّ الكوادر الحزبية القواتية بدأت التواصل المكثّف مع القاعدة الشعبية على نطاق شامل. على سبيل المثال في الجنوب يُجرى الاتصال ليس في البلدات ذات الطابع المسيحي وحسب، بل أيضاً على مستوى المدن والبلدات التي فيها أقلية مسيحية. ومعلوم أن القوات تتفرّد بالتنظيم الدقيق ذي الفاعلية المشهود لها، وتتفوق في هذا المجال على ما سواها من أحزاب وقيادات، لا سيما في الوسط المسيحي.

وكان لافتاً كلام رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع، في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، يوم الخميس الماضي («صار الوقت» – MTV) الذي أعلن عن عدم الرغبة في تولّي القوات حقيبة وزارة الطاقة لأن عودة التيار الكهربائي بشكل طبيعي (24 على 24) لن يتحقق قبل سنتين أو ثلاث سنوات، هذا إذا بوشر العمل فوراً من أجل إعادته… وكان واضحاً أن الأمر مرتبط بالاستحقاق الانتخابي.

في أي حال المهم الآن إنجاز تشكيل الحكومة لضرورتها الملحّة جدّاً. والتأليف المأمول كان أمس تحت «الهبّة الباردة»، عساها لا تتبدّل الى هبّة ساخنة، فالبلد لم يعد يحتمل المزيد.

khalilelkhoury@elshark.com