منذ اللحظة الأولى للإعلان عن فقدان الاتصال مع الطوافة التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجية الجمهورية الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان، بدأ طوفان الأسئلة يتدفق شلالات كتلك التي تصب في السدّ المشترك بين إيران وأذربيجان. بداءةً يجدر القول إننا لا ندّعي معرفة في الحقيقة الكاملة ولا الجزئية حول هذه الحادثة المأساوية التي أودت بشخصيات بارزة في النظام المتشدّد الذي يحكم إيران بقبضة من حديد منذ أواخر سبعينات القرن العشرين الماضي… ولو كانت الحقيقة واضحة وجليّة لما كان ثمة مجال للأسئلة المتداولة على نطاق واسع في الأندية السياسية، في مختلف أصقاع المعمورة، لاسيما عبر مواقع ومنصّات التواصل الاجتماعي والتي تستدعي، تلقائياً، حشداً من علامات الاستفهام تتدافع الى الخاطر نورد في ما يلي نماذج عنها:
أولاً – قيل في المعلومات الإيرانية الأولية بل الفورية إثر انقطاع التواصل مع الطائرة المنكوبة أنها واحدة من ثلاث طوافات كان الوفد الرسمي المنكوب في إحداها، أمّا الاثنتان الأخريان فلم نعد نسمع عنهما شيئاً. وإذا كان عامل الطقس وراء هذه الكارثة فكيف علقت الطوافة الرئاسية (وحدها)، ولماذا لم تعلق الطائرتان المرافقتان؟
ثانياً – واستطراداً: إذا كانت الاثنتان قد ابتعدتا عن مدار العاصفة، فلماذا لم يبلّغ قائداهما الى زميلهما قائد الطائرة الرئاسية بالأمر؟ واذا كان قد تبلّغ فلماذا أصر على المغامرة؟
ثالثاً – وبوجود طائرتَي المرافقة لماذا استغرق العثور على الطائرة المنكوبة وضحاياها وقتاً طويلاً، في حين أن الدقائق بل الثواني هي عزيرة وثمينة في تلك اللحظات الحرجة؟
رابعاً – وإذا لم يكن من طائرتين مرافقتين في الأساس، فلماذا الكلام (الرسمي) عليهما؟
خامساً – ما مدى صحة الكلام على خلافات داخل المتشددين في النظام الإيراني؟ تحديداً بين رئيسي ومجتبى خامنئي نجل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وهو صاحب النفوذ الكبير في السلطة ويهيّىء نفسه لوراثة والده في المرجعية الأولى والوحيدة للنظام؟
سادساً – لماذا بادرت شخصيات ووسائط إعلام أميركية وفي فلسطين المحتلة الى القول إن اسرائيل وراء إسقاط الطائرة؟
سابعاً – الطائرة المنكوبة عمرها 53 عاماً (إنتاج العام 1971) وهي بحاجة الى صيانة دائمة أمّا قطع الغيار فغير متوافرة بسبب الحظر الأميركي على إيران، فكيف يكون مسموحاً (في المطلق) وتحت أي ظرف أن يستقل رئيس الدولة هكذا طائرةً؟
khalilelkhoury@elshark.com