الكلام الآتي في ما يلي من أسطر هذا المقال وفقراته ليس مخصّصاً، اليوم، لحيثيات ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، وما يتضمنه، أو ما يخلو منه، من وقائع وادعاءات ودعاوى واتهامات وظنون وتحقيقات وتوقيف يستمر أو يتوقف، وإطلاق السراح وبأي كفالة مرتفعة أو بالإبقاء عليه قيد الاعتقال في النظارة أو نقله الى السجن الخ… إنما يتناول رواية بعينها نقلها إليّ صديق (لبناني عتيق) مقيم خارج لبنان وهو على صلة بدوائر القرار في البلد الأوروبي الغربي الذي يقيم فيه. واللافت أن تفسيرات عدة تناولت عملية إلقاء القبض على سلامة: كيف، ولماذا، وعلى أي أساس؟ وهو القادر على مواصلة الابتعاد عن القضاء مثل قدرته على تجاهل الاستدعاءات الكثيرة التي وُجّهت إليه مراراً وتكراراً، كان يتجاهلها ويعتبرها كأنها لم تكن.
بحسب الصديق ثمة «سيناريو – خديعة» اقتنع به سلامة، على النحو الآتي، وعلى ذمة الصديق:
أولاً – اتصلت شخصية لبنانية بارزة ذات حضور ودور وفاعلية بصديقها رياض سلامة (وهذا الاتصال غير خاضع للرقابة، أو إنه خارجها) وأبلغت إليه أن ينتظر وصول موفَد من قِبَلِها ناقلاً إليه رسالة مهمة. وأن الموفد سيعرف كيف يجد طريقةً للتوافق على الموعد.
ثانياً – وصل الرجل وقال لسلامة: فلان (الشخصية الرفيعة) يبلغك أطيب السلام والتحية وينصحك بأن تتوجه الى قاضي التحقيق، وتمثل أمامه، وسيكون ذلك لوقتٍ محدود جداً لن يتجاوز ما بين النصف وثلاثة أرباع الساعة، ثم تعود الى مقرك وعليك الأمان. ومثل هذا التصرف بات ضرورياً جدّاً، اذ ثمة ضغوط عديدة من غير جهة خارجية لم يعد في الإمكان التملص من ضغطها(…).
ثالثاً – اتخذ الحاكم السابق وقتاً غير قصير ليقنع نفسه بالتجاوب مع الرغبة والأخذ بالنصيحة، ولكن ظلّت لديه شكوك…
والباقي معروف .
إلّا أن اللبناني العتيق، المقيم خارج لبنان، والذي زوّدنا هذا السيناريو، يجزم بأن القضاء اللبناني لم يكن معنياً بهذه الرواية على الإطلاق، ولم يكن أحد، أياً كان موقعه أو دوره، على تواصل معه في شأن هذا السيناريو! ويضيف الرجل خاتماً: في تقديري تبقى ردة فعل سلامة رهناً بما سيؤول إليه التحقيق، لا سيما لجهة ما إذا كان سيكشف أوراقه، أو لا ينتشلها من حيث هي بعيدة عن الأضواء… ولكلٍّ من هاتين الحالين أسباب موجبة، ثم تداعيات.