لم نكن نقرأ في الغيب عندما أعربنا عن خشيتنا (بل عن خوفنا الكبير) من أن تُنصَب الفخاخ أمام مسيرة العهد الجديد. فمنذ اليوم الأوّل حذّرنا من العمل على تطويق عهد الرئيس العماد جوزاف عون انطلاقاً من عرقلة أداته التنفيذية التي هي الحكومة. والقراء الذين يتابعون هذه الزاوية وهم الأوفياء الى ما يرد فيها، لا سيما من خلال منصّات التواصل الاجتماعي التي تنقلها، لا تفاجئهم المناورات والمناكفات الهادفة، أوّلاً وأخيراً، الى وأد قرار رئيس البلاد أن تكون الإصلاحات عنواناً عريضاً للعهد.
وبالفعل، هذا ما يُدار على خط تأليف الحكومة من خلال الإصرار على التشبّث بالـ «مكتسبات» التي ما كانت يوماً، ولن تكون في أي يومٍ يأتي، إلّا على حساب العهد وسمعته، وبالتالي على حساب البلاد والعباد.
أمس اتصل أحد النواب الأوادم قائلاً بالحرف: أود أن أعتذر إليك لأنني كنت أتواصل معك مطالباً بأن «تخفف»، ولقد تبين لي، في ضوء الألاعيب التي مورست حتى الآن، بأن الذين ساءهم أن يستعيد العهدَ الجديد الوطنَ الى لبنان ممّن سلبوه، يواصلون إصرارهم، ذلك أن السالبين يمضون في مخطّطاتهم التي لم تأتِ ولن تأتي سوى بالمضار والإنهيارات. وقال: ولكن يمكنني طمأنتك الى أن فخامة الرئيس لن يتراجع عن أي كلمة وردت في خطاب القسم (الخ …). وبالفعل هذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية وكرّر قوله، أمس، أمام زوّاره.
إن الشعب اللبناني الذي «عيّد» فرحاً بوصول العماد جوزاف الى سدة رئاسة الجمهورية لا يزال على يقين وثقة وإيمان بأن العماد الرئيس ليس من النوع الذي يلقي الكلام جزافاً، فهو يزن كلّ كلمة قبل أن يطلقها، وما تضمّنه خطاب القسم من وعود وعهود هو منبثقٌ من اقتناعه العميق بأنه يوازي الرسالة التي ائتمنه الواجب الوطني عليها. وبالرغم من أننا نضع اليد على القلب تحسُّباً لما قد تلجأ إليه القوى والجهات العاملة بدأبٍ على نهجها في العرقلة والسلبية باعتماد أساليب عدة لوضع العصي في عجلة انطلاق العهد، إلّا أننا على ثقة كبيرة بأن رئيس الجمهورية سيتجاوز الفخاخ ويقفز فوق المطبّات، ولن يسمح للقوى والجهات المعرقلة أن توقف مسيرةً قد تكون الأمل الأخير لقيامة لبنان.
فيا فخامة الرئيس «اضربْ حديداً حامياً»، والناس من حولك بالحب والدعاء. وبالرغم من العرقلة فإن الحديد لا يزال حامياً.
khalilelkhoury@elshark.com