شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المشي بين النقط حذارِ الدعسة الناقصة

قد يكون الحدث الجنوبي في طليعة اهتمامات الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف لو دريان، الذي يبدو أن مهمته اللبنانية لم تُقتصَر على إعادة ترتيب البيت اللبناني من خلال إسهام باريس في الضغوط التي مورست من أجل ملء الفراغ الرئاسي والحكومي، بل تتعداه الى المتابعة المستدامة، لا سيما لجهة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي مزيداً من المواقع اللبنانية جنوباً.
طبعاً سيكون إطلاق صلية الصواريخ (البدائية) باتجاه العدو أحدَ أكثر البنود استئثاراً بالبحث ما بين «مسيو» لودريان وأركان الحكم الذين سيلتقيهم في هذه المهمة. (الى شؤون أخرى تهم فرنسا في «ترتيبات» الداخل اللبناني). ولن يكون مفيداً لموفد الرئيس إيمانويل ماكرون أن يركز على عملية إطلاق الصواريخ، لأسباب عدة أبرزها أن ما يريد منه شبراً يريد المسؤولون اللبنانيون منه متراً وأكثر، مع فارق ملحوظ وهو أن فرنسا مطلوب منها أن تكون أكثر جدية في التصدّي للاعتداءات والخروقات التي باتت تلامس الألفين من قِبَل الجانب الصهيوني الذي لم يلتزم (ولو ليوم واحد) باتفاق وقف القتال، كونه لمّا يزل مقيماً في أرضنا، في مواقع عديدة، ناهيك بعمليات القصف ومطاردة الناس في منازلهم أو ما تبقّى منها، وعلى طرقاتهم في السيارات وعلى الدراجات النارية الخ… في الجنوب والبقاع.
ومن المؤكد أن هذا المعطى اللبناني لا يعني في أي حال من الأحوال، أن لبنان يبحث عن تبريرات للرد السخيف (غير البريء وفاقد الفاعلية) على الاعتداءات الصهيونية. فكبار المسؤولين اللبنانيين، ومعهم حزب الله، لم يقصّروا في التبرؤ والإدانة.
وفي المعلومات أن لودريان يحمل تأكيداتٍ على أن فرنسا والولايات المتحدة لن تتخلّيا عن دورهما مع اليونيفيل، في إطار لجنة متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار، وأنهما لن تتوقفا عن مطالبة الاحتلال والضغط عليه للانسحاب من المواقع التي لا يزال فيها. ولكنه يحمل تحذيراً بأن تكرار عملية إطلاق الصواريخ ستكون عواقبه وخيمة جداً، على حد ما أبلغ إلينا مصدر ديبلوماسي فرنسي مطلع. وعلى لبنان أن «يمشي بين النقط» في هذه المرحلة الصعبة.

khalilelkhoury@elshark.com