شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – العدوان على غزة بات حرباً عبثية

كان لافتاً ما صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين بإعلانه أن حربه على غزة استنفدت أهدافها وبالتالي فإن القوى العسكرية ستنسحب من القطاع لتترك مكانها لمواقع لها طابع الحراسة والمراقبة، وفي التفسير أن دورها سيكون شبيهاً بدور الشرطة، على أن يبقى العسكر جاهزاً للتدخل حين تدعو الحاجة.

واللافت أكثر كان بمسارعة رئيس حكومة حرب العدو الى تنصّله من هذا الكلام نصّاً ومضموناً، فقد سارع بنيامين نتنياهو الى القول إنه لم يكن مطلعاً سلفاً عليه. طبعاً هذا تأكيد على الخلاف العميق بين الطرفين، انطلاقاً من اقتناع العسكر أن «بيبي» يحول العدوان على غزة الى مصلحته السياسية، إذ بقدْر ما يمتد أمد الحرب وتتمدد لتطاول الإقليم فهو باقٍ في موقعه، وفي هذا الإطار فإنه يسعى الى اجتذاب الولايات المتحدة الأميركية للانخراط في حرب واسعة تشمل إيران ولبنان كله، دائماً في إطار مصلحته الشخصية التي باتت مكشوفة أمام العالم أجمع وبالذات أمام واشنطن التي يكاد الإعلام فيها يكرر هذا الاتهام لنتنياهو باستمرار ومن دون توقف.

وفي الأساس فإن الحرب العدوانية على غزة قد انتهت فعلاً، إذ إن ما فشل العدو في تحقيقه طوال عشرة أشهر من المجازر والفظائع وارتكاب جرائم الحرب لم يؤدِّ الى تحقيق أي من أهدافه، فلا حماس قُضِيَ عليها، ولا الفلسطينيون غادروا القطاع، ولا القضية الفلسطينية أُسدِلَ الستار عليها. والعكس صحيح.

وفي الجهة المقابلة فإن حماس قد تحملت فوق طاقة أي قوة مقاومة على أن تتحمّل، وربّما أضحى من البدهي أن تكون في حاجة ماسة الى وقف لإطلاق النار، إضافة الى حق شعب غزة المناضل الصابر الصامد في أن ينعم بالحد الأدنى من التقاط الأنفاس، أقله ليستذكر شهداءه الأبرياء الأبرار الميامين الذين لم يسقطوا فقط جراء وحشية وهمجية نتنياهو السفاح، بل كذلك جرّاء الموقف/ العار من قبل العواصم الكبرى وفي طليعتها واشنطن. وأي تلكؤ في عدم التوصل الى وقف الحرب سيكون هذا العالم المتواطئ مسؤولاً عن كل قطرة دم تراق من أهالي غزة… حتى ولو كانت هذه المسؤولية أخلاقية وإنسانية في عالمٍ ظالم.

باختصار إن الحرب العدوانية على غزة انتهت عملياً بفشل ذريع للعدو، وليس لاستمرارها سوى توصيف واحد: إنها عدوان عبثي.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق