بادرني الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق بالقول: هل جاءك الجواب على تساؤلاتك، في مقالات عديدة، حول «الأسباب الموجبة» لإنشاء مبنى ضخم للسفارة الأميركية في لبنان (عوكر) وهي الثانية، من حيث الضخامة والإنشاءات، في الشرق الأوسط، بعد سفارة واشنطن في بغداد؟ لم أستغرب قوله وربطته فوراً بالمستجدات في لبنان، لا سيما بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي ما كان ليرى النور لولا الضغط الأميركي الكبير على بنيامين نتنياهو، واستطراداً على الجانب اللبناني، من خلال الرئيس نبيه بري وعن يمينه حزب الله وعن يساره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي…
وخلال تداولنا الحديث في هذه المستجدات قال الصديق: دوّن في مذكراتك واحفظ في ذاكرتك أن لبنان صار، مثله مثل معظم بلدان الإقليم والمنطقة، يدور في الفلك الأميركي كلّياً، وبالتالي لن يبقى دورانه جزئياً. وقبل أن تسألني عن الدور الفرنسي أجيبك الدور الفرنسي سيُقتَصَر على النواحي الثقافية والإنسانية، أمّا على الصعيد السياسي والستراتيجي فسيكون «مسانداً» القرارَ الأميركي وليس أكثر.
ومضى الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق يقول: لن يكون رئيس للجمهورية في لبنان إلّا وفق ما يريد الأميركي. ومَن يظن أنه سيعرقل وصول رئيساً «تقرره» واشنطن سيكون خارج المعادلة السياسية.
وقاطعته بقولي: يعني أنه صحيح ما يتردد في لبنان، أقلّه على صعيد المزاح ومن باب الفكاهة، أن الجنرال الأميركي الذي يرأس (عملياً) الهيئة المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار، سيقوم بالدور الذي كان يؤديه (من عنجر) غازي كنعان ثم خليفته رستم غزالي؟!. فأجابني: هذا صحيح من حيث المبدأ ولكن مع فارق جوهري وهو أن الأميركي ليست له أطماع في لبنان وليست ثمة مصالح شخصية من أموال وذهب وشقق الخ… لرئيس الهيئة الدولية ممّا يعرفه الجميع عندكم في لبنان. بمعنى أنه لن يكون «شريكاً مضارباً» في المكاسب الشخصية كما كان غزالي…
طال الحوار بيننا ليختمه الديبلوماسي الغربي جازماً: مع الإشراف الأميركي سيستعيد لبنان ازدهاره ومرفأه ونمو مطاره، وسيعود واحة للإقليم وللمنطقة.