لم يترك سماحة السيد حسن نصرالله للغضب أن يتحكم بموقفه من العدوان المجرم على الضاحية. لم يسقط العاطفة والمشاعر الصادقة ازاء جريمة اغتيال القيادي الكبير الشهيد فؤاد شكر (السيد محسن) والشهداء المدنيين الأبرياء الذين ارتقوا جراء القرصنة الاستعراضية النتانياهوية، ولكنه لم يتردد في التأكيد على أن «الرد الحقيقي» آتٍ ، ليس على طريقة «نختار الزمان والمكان المناسبين»، إنما على طريقته هو في «الوعد الصادق» الذي اعتدنا عليه من هذا الرجل الذي إذا قال فعل وإذا وعد وفى وإذا تعهّد التزم.
نعرف أن الجرح عميق، وأن قرصنة السفّاح الصهيوني في «الضاحية النوّارة» أعطت العدو نشوةً، ولكننا نعرف بثقة كبيرة أن هذه النشوة موقتة، وبالتالي فهي لن تدوم، والقلق الذي زرعه سماحة الأمين العام نصرالله، أمس، في رؤوس نتنياهو وعصابة الحرب والعدوان في الكيان العبري سيظل مرافقاً العدو يحفر في الرؤوس، ولا نقول في الوجدان (لأن لا وجدان ولا قِيَم عند العدو) الى أن يأتي الرد «حفراً وتنزيلاً» ويكون علامة فارقة في المصير الحتمي الذي هو زوال هذا الاحتلال البغيض. من هنا نرى أن الكلمة التي وجهها سيد المقاومة في مناسبة تشييع الشهيد فؤاد شكر، لها مفعول فوري نفسي ومعنوي، بانتظار المفعول الميداني.
لم يشأ السيد حسن أن يدخل في التفاصيل، أو أن يعطي الصهاينة أي معلومة تخفف من الخوف والقلق والارتباك فيهم، إلا أنه ترك الأمر «مشكولاً» حول التساؤل الذي تضج به المحافل السياسية ووسائط الإعلام الصهيونية وهو: هل يكون الرد من الحزب منفرداً أو من محور المقاومة مجتمعاً، واذا كان الثاني فهل يكون من كل ساحة على حدة، أو في وقت واحد؟!. فلم يُرِد سماحته أن يعطي العدو مجالاً ليستعيد أنفاسه المحبوسة.
لقد أراد نتنياهو أن يلعبها «صولد»، فما عليه سوى أن يدفع ثمن لعبه وولوغه في دماء الأبرياء.
بكل بساطة وصدق نرى أن العدو الصهيوني ارتكب جريمة موصوفة في حق لبنان، فالاعتداء الأثيم على الضاحية وما ترتب عليه من ارتقاء الشهداء المقاومين والمدنيين، هو جريمة لا يجوز أن تمر من دون عقاب رادع. ثم ومن حيث المبدأ والاقتناع الراسخ عندنا، فإن أي أعتداء على منطقة لبنانية هو، بالضرورة، اعتداء على لبنان كله . وعليه، نحن ننتظر «الرد الحقيقي». وليحفظ الله لبنان.
khalilelkhoury@elshark.com