شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الدعوة التي أثارت لغطاً وتساؤلاتٍ كثيرةً

انشغل الشارع السياسي، أمس، بالدعوة التي وجهها حزب الله، الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المشاركة في الاحتفال بتشييع أمينه العام الراحل الكبير المغفور له سماحة السيد حسن نصرالله طيّب الله ثراه.

طبعاً، لولا الدور الذي أعطاه الأميركي لنفسه في أن يكون «المشرِف العام» على العالم كلّه، من دون أي وجه حق، لما كان لهكذا دعوة أن تلقى أي تعليق. إلاّ أننا في «زمن دونالد ترامب» الذي ينطلق من فرط القوة الذي تمتاز به الولايات المتحدة الأميركية ليفرض مشيئة أحادية القطب في العالم، ليتدخل في كل كبيرة وصغيرة في الزوايا الأربع من هذه المعمورة.

ونود أن لا نلتقي مع الذين يقولون إن الدعوة التي وُجّهت الى رئيس البلاد استهدفت وضع الرئيس عون في تحرّجٍ لا يُحسد عليه. إذ، في تقديرنا، أن الدعوة هي بادرة طبيعية لا سيما أن الشهيد الكبير السيّد حسن نصرالله شكّل، على امتداد حياته في قيادة حزب الله، قامة وطنية عملاقة لسنا الآن، ها هنا، في مقام تعداد مزاياها. ومن باب الإنصاف والصدق مع الذات، نقول إننا قد نتفهم مَن لا يوافقنا الرأي، ولكننا لا نتفهم الذين استهجنوا توجيه الدعوة الى رئيس الجمهورية.

نعرف أنه تردد، أمس، على نطاق واسع أن الأميركي لا يحبّذ أن يشارك رئيس الجمهورية في هذه المناسبة التي من المتوقع لها أن تكون غير مسبوقة في حجم الحشود الهائلة التي ستكون حاضرة فيها. ونعرف أيضاً أن هكذا موقفاً أميركياً ليس مستغرَباً، ولكننا لا نعرف مدى صحّته ودقّته . ولكن في حال كان صحيحاً على سبيل الافتراض، فيجب أن يكون غير مقبول. فالشهيد نصرالله كان قائداً «فوق العادة»، ليس فقط عند بيئته وفي لبنان، بل لدى الملايين في مختلف أنحاء العالم، ورئيس جمهورية لبنان هو رئيس اللبنانيين جميعهم وليسَ رئيس فئة منهم دون الأخرى. ويعود له أن يقرر متى يشارك أو لا يشارك في المناسبات، وإذا شارك فبالحضور المباشر أو بمَن يمثله، وليس لأحدٍ أن يقرّر عنه، وفخامته ليس في حاجة لأي تبرير لموقفه، أيّاً كان هذا الموقف.

khalilelkhoury@elshark.com