الصديق الديبلوماسي الأوروبي الغربي طرح سؤالاً مركزياً مهماً في اللقاء عن بعد، بيننا، أمس. قال: هل تدركون، أنتم أيها اللبنانيون، ماذا يعني غيابكم واستبعادكم عن معمعة الاتصالات والمخططات واللقاءات التي تضج بها المنطقة، المعلَن منها وكذلك تلك البعيدة عن الأضواء؟ هل تعرفون أن الحرب الوحشية (وهذا تعبيره الذي نتبناه بالطبع بل نذهب الى أبعد في توصيفنا لهذه الجريمة المروّعة التي تُرتَكَب بحق المدنيين في القطاع) التي تشنّ على غزة فتحت آفاقاً عديدة أمام مخططات مختلفة يتقرر فيها مصير المنطقة، بما فيها لبنان، للبضعة العقود الآتية؟ وهل تعون أن غيابكم عنها، أو تغييبكم، سيسحب منكم أي اعتراض يمكن أن يتكوّن عندما تكتشفون أن القطار قد فاتكم وأن ما كُتب قد كُتب، ولن يعود يجديكم أي موقف سلبي؟
ومضى يسأل فيقول: قد نعرف وربما نتفهم الأسباب التي أوجبت على رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يتنصل وحكومته من المسؤولية عن انخراط حزب الله في الحرب تحت شعار الإشغال والمساندة، ولكن هل كان الرئيس نجيب ميقاتي يقدّر أن هذا النأي بالنفس سيكون مردوده بالغ السلبية عندما يحين الوقت لوضع الأوراق على الطاولة، بما فيها الورقة اللبنانية، من دون أن يكون أي مسؤول لبناني حاضراً؟ وأنا أجزم أن الوقت قد حان لهكذا طاولة، وربما لهكذا طاولات! وهل يظن أحد في لبنان أن أي طرف عربي أو إقليمي أو غربي أوروبي وأميركي سيكون هناك ليتولى مسؤولية إثارة قضيتكم والدفاع عنها كما لو كان الطرف اللبناني هو الذي يقوم بهذا الواجب؟ واستدرك الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق يقول: لا أطرح هذه الأسئلة منتظراً منك أن تجيبني عنها، ولا أطرحها بهدف إحراج أي فريق لبناني إن في السلطة أو خارجها… فأنا أطرحها من منطلق حبي لوطنكم، ومن أجل لفت النظر الى خطورة ما يُدار من «ألاعيب»، واسمحوا لي بهذا التوصيف، ويقيناً مني بأن هذا الغياب اللبناني ستكون له تداعيات سلبية عديدة على لبنان، ولأقرع ناقوس الخطر فأُطلق صرخة مدوية بهذا النداء: أيها اللبنانيون ويا نواب لبنان، بادروا الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية، لأن الوقت ليس في مصلحة وطنكم الذي يؤلمني أن أقول إنكم إذا لم تفعلوا، فقد تستيقظون على «لا وطن»، ومَن له أذنان سامعتان فليسمع.
khalilelkhoury@elshark.com