يحلّ نزلاء مهمون، عندنا، في الأيام القليلة المقبلة، بينهم وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان، وأيضاً الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين المرشح أن يبقى في دوره بين لبنان والكيان الإسرائيلي في ولاية دونالد ترامب، بالرغم من أنه في صلب إدارة الرئيس جو بايدن التي مالت شمسها الى الغروب.
السؤال الذي يطرح ذاته بإلحاح: هل إن مهمة هؤلاء الزوار مقتصَرة، حصريّاً، على معالجة سجل الخروقات الإسرائيلية المتمادية، بالغة الخطورة، التي أفقدت اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والعدو، أو أنها ذات نشاط أوسع؟
الجواب في غاية البساطة، إذ إن هذه المهمة أوسع نطاقاً بالتأكيد، وإلا لما كنت ثمة ضرورة لمشاركة وزير الخارجية الفرنسي فيها، وكان بالإمكان الاكتفاء بوزير الدفاع، وربما بموفد من الصف الثاني، علماً أن فرنسا هي عضو في لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار التي يرأسها الأميركي بشخص هوكشتاين الذي يُنتظر وصوله الى بيروت في الخامس من كانون الثاني المقبل.
وأمّا الجانب الآخر من مهمة الأميركي والفرنسيّيَن فهو ما يتناول الاستحقاق الرئاسي وجلسة الانتخاب التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في التاسع من الشهر الأول من العام المقبل، اذ لا يستطيع أحدٌ أن يجزم (رغم ضيق الوقت، وأهمية الاستحقاق الداهم) ما إذا ستكون الجلسة مثمرة أو لا، وأصلاً ما إذا كانت ستُعقد في الأساس!
وبينما يأمَل اللبنانيون ألّا يعرقل استئصالُ غدّة «البروستاتا» من نتانياهو العملَ على تثبيت وقف إطلاق النار، كي لا تعود الحرب قبل أو بعيد نهاية الستين يوماً الشهيرة، فإنهم يضعون أيديهم على قلوبهم مخافة الخيبة، ويأملون أن يبدأ العام الجديد بأفراح ملء الشغور الرئاسي، لأنه المدخل الإجباري حكماً، والذي لا بديل عنه، لإصلاح الأحوال في هذا البلد المنكوب بطاقمٍ سياسي لا يمشي إلا بالترهيب.