شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الاستحقاق الرئاسي هذا السر المكنون؟!

لماذا يُحاطُ الاستحقاق الرئاسي، عندنا، بهذا القدر من الطلاسم والخفايا والخبايا؟ لماذا يبدو مرشّحو أنفسَهم وأيضاً الذين رشّحهم آخرون وكأنهم يخجلون من إعلان ترشحهم علناً وعلى رؤوس الأشهاد، وفي مؤتمرات صحافية؟ كيف يكون مقبولاً أن يكون، بين الطامحين الى «محرقة» بعبدا، مَن لا يجرؤون على الإدلاء بتصريح أو إعلان موقف أو المجاهرة بأمرٍ ما جهاراً نهاراً؟

وفي المقابل، لماذا يجتمع النواب، معظم كتلهم وتجمعاتهم،  (المدعوون الى انتخاب رئيس الجمهورية) في السر، وكأنهم يمارسون سحراً أسودَ، أو كأنهم أعضاء في جمعيات سرية مشبوهة؟

استمعت أمس الى بضعة نواب يستخدمون عبارة شبه واحدة، على غرار: اتفقنا داخل الاجتماع على أن يبقى ما دار فيه سرّياً. وكذلك: تقرر أن تبقى مداولاتنا سرية لا سيما ما يتعلق بأسماء مرشّحنا الأوّل والثاني. وأيضاً: إن حديثنا مع السعودي أو القطري أو عاموس هوكشتاين  الخ… سيبقى سرّياً. وإذا تجرّأ أحدُ النواب على البوح بالسر المكنون، ولو مداورةً، بادر الى الاعتذار سلفاً من زملائه.

أما عن معظم المرشَّحين أنفسهم فيبدو كلّ منهم وكأنه يمشي بجانب الحائط، فليس يفصح عن موقف من لائحة سلسلة القضايا «الطويلة العريضة» التي لا بد أن يكون لكل طامح رئاسي أن يعطي رأيه فيها في العلن والمباشر.

لقد وجّه الرئيس نبيه بري، أمس، الدعوة الى انتخاب الرئيس، فماذا نعرف عن أكثرية المرشحين؟ من زمان دعوناهم الى مناظرات تلفزيونية ليتمكن اللبنانيون من معرفة آرائهم ومواقفهم في القضايا التي أوردناها، في «شروق وغروب» أمس، وخصوصاً لمعرفة كيفية تعامل الرئيس المنتظَر معها، ولكن عبثاً، ونحن نعرف أن الذين يوافقون على مبدأ المناظرة هم قلّة، أمّا الباقون فيهربون إمّا لعجز في التعبير عن الأفكار، أو لعدم قدرة أساساً في التعبير، أو لأنه يلغط بكلمة ويرطن بحرف ويتردد في عبارة.

ولعلنا البلَد الوحيد في العالم الذي يبعد أربعاً وعشرين ساعة عن موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية، ومع ذلك لا يزال كل شيءٍ ذي صلة مُدرَجاً تحت عنوان عريض: احذروا، أنتم في متاهة الأسرار والطلاسم.

khalilelkhoury@elshark.com