شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الاستحقاق الرئاسي في لعبة شد الحبال

لا نخترع البارود إذ نزعم أن تعيين موعد إجراء الاستحقاق الرئاسي هو جزء من الاتفاق/الصفقة الذي رعته واشنطن وباريس بين بيروت وتل أبيب. وبالتالي يبقى أن نعرف ما إذا كان الأميركي والفرنسي قد توافقا على اسم بعينه لتدور به كلمة السر الخارجية، أو أنه اتفاق فقط على المبدأ، ليأتي البحث (وربما الضغط) بالنسبة الى الاسم في الأربعين يوماً المقبلة التي تسبق الجلسة الانتخابية.

في أي حال لن يكون البحث عن الاسم بالأمر السهل، إلّا أن الأكثر صعوبة هو حصول التوافق على شخص المرشح الذي سيحل نزيلاً في قصر بعبدا طوال السنوات الست المقبلة. ولقد بدت التعقيدات تظهر من خلال التباين الواضح في الكلمات التي أُلقيت، أمس، من على منبر ساحة النجمة، وبدا «سيّد نفسه» منقسماً ما بين الرئيس التوافقي والرئيس الذي يكون للجميع من دون أن يكون نتيجة للتوافقات المصلحية. في هذا السياق يمكن التوقف أمام الموقف الراديكالي للقوات اللبنانية الذي عبّر عنه رئيس كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان، معلناً من دون أي لبس، وبكلام قاطع، أنهم لن يمشوا بالرئيس التوافقي.

وستحفل الأربعون يوماً بكثير من الأخذ والرد والمناورات، وخصوصاً بحرق الأسماء، وعلى حد ما قال لنا مرجع سابق  «الله يعين اللي رح ينطرح اسمو».

والمعلومات متضاربة بالنسبة الى ما إذا كان سيتم التفاهم على اسم يحظى بالإجماع (أو شبه الإجماع) من دون أن يكون عهده محكوماً بتقاطعات أصحاب النفوذ. ولعل ما يجب التوقف عنده، في هذه النقطة بالذات، هو ما اذا كان الإصرار الفرنسي والأميركي على الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية هو على المبدأ وحده، أو على التفاصيل أيضاً. والتفصيل الأبرز هو الاسم. في المعلومات، حول هذه المسألة أن ثمة تلاقياً أميركياً -فرنسياً على استبعاد ثلاثة أسماء من السباق الرئاسي، وأن ما يتردد بينهما إسمان يمكن أن يتقاطعا على أحدهما، ولكن هذا الاحتمال لم يكتمل بعد. مع أن جان – إيف لو دريان أبلغ الى بعض من التقاهم، أمس، أن أحداً لا يراهن على التوسع في اختلاف وجهات النظر بين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، اذ سيكون الانسجام بينهما على ما يرام، لا سيما بالنسبة الى اعتراف الأميركي بالدور والمصالح الفرنسية في لبنان من خلال ضغطه على بنيامين نتنياهو للقبول بفرنسا في لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، بعدما كان يعارض مشاركتها بقوة.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق