شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – إيجابيتان من الثنائي في التوقيت الصحيح

قد يبدو في ظاهر الكلام أن ما تحدث به سماحة الشيخ نعيم قاسم، أمس، في أول بيان رسمي باسم قيادة حزب الله (بعد استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله) قد يبدو متعارضاً مع القول الذي نسبه رئيس حكومة تصريف الأعمال الى الرئيس نبيه بري. إلا أن أهم ما في القولين أنهما يحملان تطميناً الى اللبنانيين عموماً والى جمهور المقاومة تحديداً، لا سيما ما ورد في كلام الشيخ قاسم لجهة التأكيد على أن الحزب بخير في ما يتعلق بالخطة والستراتيجيا والقدرات، وبالذات ما يتعلق بقدرة سلاح الصواريخ متوسطها وبعيد المدى. وفي تقديرنا أن الشيخ نعيم كان يدرك مدى الإحباط التصاعدي الذي أصاب القاعدة في أعقاب الاغتيالات المتتالية التي طاولت كوكبة من الشهداء القادة الفاعلين في المقاومة، وواسطة عقدهم زعيمهم الشهيد الكبير سماحة السيد حسن نصرالله الذي قضى بالسلاح الأميركي (طائرة الـ F 16 وما حملته من آلاف كيلوغرامات التفجير بالقنابل الخارقة). فبثقة ملحوظة تحدث نائب الأمين العام الراحل الكبير عن أن لا انهيار في الحزب ولا مَن ينهارون، مشدّداً على أن التركيبة القيادية في الحزب بخير وأن الإعلان عن اسم الأمين العام العتيد لن يكون بعيداً. وفي تقديرنا أن من أهم ما في كلام الشيخ قاسم هو الالتزام بالستراتيحية التي رسم خطوطها السيد نصر الله، تغمده الله بواسع رحمته، وهو أن «المقاومة الإسلامية» لا تريد الحرب الموسعة، وأمّا إذا أراد العدو الإسرائيلي أن يحقق ما يعلنه من أن تنفيذ الهجوم البري على لبنان فسيكون رجال المقاومة على أعلى درجات الاستعداد للمواجهة حتى النصر. ولقد يكون أهم ما في كلام قاسم في المطلق هو ما ليس فيه! وهذا ليس لعباً على الكلمات إذ إنه لم يعلن عن معارضة العودة الى القرار الدولي 1701.
أمّا الرئيس نبيه بري، القطب الآخر في الثنائي الشيعي، على حد ما نقل عنه الرئيس ميقاتي، فهو قراره الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية فور إعلان وقف القتال. والأكثر أهمية أن يمضي أبو مصطفى الى الدخول في توصيف رئيس الجمهورية العتيد، بأنه يجب ألّا يشكّل تحدّياً لأي فريق في لبنان. وهذه الفقرة الأخيرة هي بيت القصيد، وأبرز عناوين يوم أمس الدامي، ولو بضراوة أقلّ مما سبقه من أيام وسَمتها وحشية العدو بالأعمال الإجرامية التي فاقت التصور.
وفي رأينا المتواضع أن المطلوب من الأطراف كافةً أن تبادر الى تلقف هذا الموقف المتقدم جداً من قِبَل رئيس المجلس النيابي، والاتصال به، للتنسيق في هذا السياق.
… ولكن «على فوقة»، من هو قارئ الغيب العبقري والملهَم الذي يعرف متى سيُعلَن وقف إطلاق النار، لتترجَم في فعل ممارسةٍ تنتقل معه أفكار بري الى مرحلة التطبيق على أرض الواقع؟!. وأيضاً ثمة سؤال كبير: ماذا لو تأخر قرار وقف القتال الى أجلٍ غير مسمّى؟ علماً أن اللافت في هذه النقطة المركزية التناقض الفاضح في كلام «المسؤول الأميركي» أمس بين إعلانه أن إسرائيل ستجتاح الحدود اللبنانية، وقوله: اننا أقنعنا نتنياهو بعدم القيام بهكذا عملية؟!. فأي فقرة من كلامه سنصدّق!

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق